![](https://lebanonajel.com/wp-content/uploads/2025/02/289525-780x470.jpg)
كتب يوسف فارس في المركزية:
لا تبدو الأمور السياسية والأمنية في لبنان بتلك السهولة التي يصورها البعض، لا بل هي معقدة جدا .العراقيل ليست محصورة بالداخل وحسب فالتمسك الإسرائيلي بالاحتفاظ بخمس نقاط في المرتفعات الجنوبية يشكل اللغم الأكبر امام استعادة لبنان عافيته . وفي الوقت نفسه رسالة سلبية وقاسية الى الرعاية الدولية والعربية للمرحلة الجديدة في لبنان .ما يدعو الى التساؤل حول كيفية التعامل مع بقاء الاحتلال الإسرائيلي المغطى اميركيا . ولو انه غير ذلك لكانت واشنطن فرضت على إسرائيل الانسحاب الكامل من الجنوب لسحب كل الذرائع من حزب الله لاعادة تحريك الجبهة الجنوبية شعبيا وعسكريا في مرحة لاحقة . هذا الواقع سيؤدي الى استمرار الستاتيكو الحالي القائم ليس شمال الليطاني وحسب انما في كل لبنان مع بقاء النفوذ الإيراني ما سينعكس سلبا على انطلاقة العهد ومؤسسات الدولة إضافة لغياب الاستثمارات . فإسرائيل تريد مكتسبات في لبنان وحرية الحركة برا وبحرا وجوا وهذا ما يظهر يوميا من خلال توسيع خروقاتها لوقف النار وصولا الى البقاع . وبالتالي فان المرحلة الانتقالية بحاجة الى وقت طويل حتى تتوضح معالمها في ظل خوف عارم يلف دول المنطقة جراء مخططات الرئيس الاميركي دونالد ترامب ولا يمكن عزل لبنان عن تداعياتها . هذا الخطر الكبير افضل من عبر عنه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط باعتباره ان اسرائيل هي كانت المستفيد الاول من عرقلة تأليف الحكومة وانطلاقة العهد .
الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد المتقاعد ناجي ملاعب يقول لـ “المركزية” : الأنظار بقيت مشدودة الى لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومن البديهي ان يصار لترقب ما ستؤول اليه من نتيجة سواء في ما يعود الى مصير غزة والضفة الغربية بعد تصريحاتترامب او ما يتعلق بلبنان وتطبيق القرار 1701كاملا بما يضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى التي لا تزال تحتلها . باعتقادي ومما رشح من واشنطن وتل ابيب انه إضافة الى السماح لإسرائيل بالبقاء في نقاط خمس على المرتفعات الجنوبية سيعمل على تغطية التمديد لها لاسابيع بعد انتهاء الثامن عشر من شباط الجاري بذريعة انها لم تستكمل اسكتشاف مناطق القطاع الشرعي بالكامل .
ويتابع : الجيش اللبناني يقوم بمهامه في جنوب الليطاني ولكن تعزيز دوره يحتاج الى العتاد والدعم اللازمين لسحب الذرائع الإسرائيلية المرفوعة بوجهه من انه غير قادر على الإمساك بالأرض في ظل استمرار حزب الله بالتحرك جنوبا .علما ان اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة وقف النار وتطبيق القرار 1701 أشادت اكثر من مرة بعمل الجيش اللبناني لجهة تدمير مراكز ومخازن أسلحة حزب الله جنوبا إضافة الى مهامه بفرض الامن على طول المساحة اللبنانية .
ويختم املا بدور اكبر للجالية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية يساعد في الضغط على إدارة ترامب غير المؤمل منها أي ايجابية كونها منحازة الى إسرائيل من اجل الحد من الخسائر اقله .