سلايدات

“دلّوعة العالم”

 

كتب مصطفى شهاب:
لا أمن إلا أمنها. لا مصالح تراعى إلا مصالحها. لا سكوت عن إجرام دولي إلا على إجرامها. ولا حدود، أو ساعة ترجى لوقف ذلك إلا ما تراه هي مناسبا لها. إنها طفل العالم المدلل، وصبي العائلة الكونية المغفور له كل ما ارتكب ويرتكب من (زعرنات، وولدنات) تصل إلى حد الجرائم التي يعاقب غيرها على أتفه منه بدرجات. برايكم من تكون هذه الصبية المغناج التي يراعي العالم مشاعرها، ويطبطب على ظهرها عندما يتجاوز عهرها كل الحدود. إنها دولة الكيان الصهيوني. توقع اتفاقا برعاية مصرية قطرية أميركية مع المقاومة الفلسطينية وتتنصل منه، تعد بإدخال الكرفانات والخيم التي يحتاجها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة اليوم وتخلف غدا بعد تدخل الوسطاء لتطلق المقاومة الفلسطينية دفعة أسراها. وقعت اتفاق سلام مع لبنان تنسحب بموجبه في غضون شهرين ولا تفي، ثم من أجل خاطر عيونها، ولأنها دلوعة حاكم البيت الأسود في واشنطن يتم تمديد انسحابها 18 يوما إضافيا تنتهي غدا، والكل يعلم أنها لن تفعل.
وهي في غزة أو لبنان لم تتوقف يوما عن خرق الاتفاقات التي أبرمتها، فتضيف إلى ضحايتها همجيتها شهداء جدد.
في سوريا تستغل المرحلة الانتقالية التي يلملم بها السوريون شعثهم فتخترق الحدود وتحتل كل المناطق الحدودية العازلة لتبني فيها استحكامات وقواعد عسكرية بكل ما في الكون من بجاحة واستعلاء واستكبار.
تخيلتها ذات يوم ناموسة دخلت أنفي ولم تغادر. استعملت معها أكثر من وسيلة للتخلص منها ولم أوفق. أجريت معها مباحثات بغاية الود إلا أنها اعتبرت مطالبي منها صفاقة، وأكدت أنها ستسضيف المزيد من عشيرتها وتنجب المزيد والمزيد من فصيلتها لتمد وجودها إلى الشق الثاني من أنفي، وقد تصعد باتجاه الرأس والعينين، وتهبط نزولا إلى الحلقوم والرئتين، وعبثاً كانت استعانتي بالأصدقاء، إلى أن قررت أن أحطم أنفي علّي أصل إلى الخلاص.
فهل يدرك العالم، والعرب على وجه التحديد مع من يتعاملون؟ وما هو المطلوب؟ وكيف يواجهون الفيل الأميركي الذي يدافع عن هذه الناموسة؟
نعلم نحن الفلسطينيين أكثر من غيرنا من العرب أن كل ذلك زائل، لأننا ببساطة لن نسمح ببقائها؛ فسنظل في حال صراع حياة أو موت معها حتى نحقق حلمنا بالتحرير والخلاص.
نثق بالله أولا، وبأنفسنا ثانيا، وبتنبه إخواننا العرب من سباتهم ثالثا، بأن النصر سيكون حليفنا، وسيتحقق وعد الله الذي أوعدهم ووعدنا به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى