
يختلف اللبنانيون في آرائهم حول مختلف القضايا، بدءًا من السياسة وصولاً إلى أسماء العواصف والمنخفضات الجوية. في بلد يتميز بتنوع فصوله الأربعة، يحظى الطقس باهتمام كبير، خاصة عندما يتوقع وصول عواصف قد تعرقل حركة المواطنين. ومع اقتراب منخفض جوي قطبي إلى لبنان، يتساءل الكثيرون عن مدى قوته.
يؤكد محمد كنج، رئيس دائرة التقديرات السطحية في مصلحة الأرصاد الجوية، أن الكثير مما يُقال حول المنخفض الجوي ليس دقيقًا ويعكس شائعات قد تثير القلق بين الناس. ويشير إلى أن اسم المنخفض هو “آدم” وليس “رنيم”، وأنه ليس صحيحًا أن لبنان لم يشهد مثله منذ العام 1992، حيث شهد العام 2022 عواصف ومنخفضات جوية أقوى. ويشرح كنج أن ما يميز المنخفض “آدم” هو أنه يأتي بعد فترة جفاف، حيث لم يشهد شهر كانون الثاني هذا العام أي عواصف قوية، لكن شهر شباط قد عوض بعض النقص.
وفيما يتعلق بتفاصيل المنخفض “آدم”، يوضح كنج أنه منخفض جوي قطبي المنشأ سيتحول إلى عاصفة ثلجية اعتبارًا من يوم السبت. خلال اليومين الأولين (الأربعاء والخميس)، ستكون نسبة المتساقطات قليلة، مع تساقط الثلوج على ارتفاع بين 1500 و1700 متر. بعد استراحة قصيرة يوم الجمعة، ستتساقط الثلوج على ارتفاع 1000 متر يوم السبت، بينما ستصل ذروة المنخفض يومي الأحد والإثنين، مع انخفاض درجات الحرارة إلى 3 درجات على الساحل وثلوج على ارتفاع 400 متر. ويشير كنج إلى أن كميات المتساقطات لن تكون كبيرة، لكن البرد سيكون شديدًا، خاصة بين مساء السبت وصباح الأربعاء.
كما ينبه كنج إلى سماكة الجليد المحتملة التي قد تؤثر على المناطق الساحلية، مما يستدعي تجهيز السيارات بمادة الـ”antigel” والانتباه أثناء القيادة. ويشدد على أهمية متابعة نشرة الطقس الرسمية وعدم الانجرار وراء الأخبار المبالغ فيها على وسائل التواصل الاجتماعي.
بدوره، يؤكد الأب إيلي خنيصر، المتخصص في الأحوال الجوية، أن المنخفض لن يعوض الخسائر في المتساقطات ولكنه سيساهم في دعم موسم التزلج في لبنان. ويكشف أن الثلج سيصل إلى مشارف الساحل خلال يومي السبت والأحد، مع تدنٍ كبير في درجات الحرارة، حيث سترتدي المناطق التي تتجاوز 300 متر حلة بيضاء. ويحث خنيصر على عدم تضخيم الأخبار من قبل غير المتخصصين وتجنب نقل معلومات غير دقيقة لتفادي إثارة القلق بين اللبنانيين.