
في أول مقابلة له بعد انتخابه رئيساً للجمهورية اللبنانية، تحدث الرئيس جوزيف عون إلى صحيفة “الشرق الأوسط” عن خططه للإصلاح وفرض سيادة الدولة في لبنان، مشيراً إلى أن البلاد تستحق استقراراً بعد سنوات من الصراع السياسي والاقتصادي. وفيما يستعد لزيارة المملكة العربية السعودية، أعرب عن رغبة لبنان في أن يكون جزءاً من “رؤية السعودية 2030″، مؤكداً على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين.
الرئيس عون، الذي تولى قيادة الجيش سابقاً، أكد أن دوره في القصر الجمهوري يختلف بشكل كبير عن قيادته العسكرية، مشيراً إلى التحديات التي يواجهها في التعامل مع الشؤون الاقتصادية والدبلوماسية. كما أشار إلى أن لبنان يعاني من الفساد السياسي الذي أعاق تقدمه، وأن الأولوية ستكون للإصلاحات الاقتصادية والمالية ومكافحة الفساد.
وأضاف الرئيس اللبناني أن لبنان يلتزم بتطبيق القرار 1701 الذي تم تبنيه منذ عام 2006، مؤكداً أن الدولة هي المسؤولة حصرياً عن حماية الأرض والشعب اللبناني، وأن مقاومة أي احتلال هي مهمة الدولة أولاً.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع إيران، شدد عون على ضرورة أن تكون العلاقات مع جميع الدول قائمة على الاحترام المتبادل، مضيفاً أن لبنان يسعى إلى علاقات ندية مع إيران وغير إيران. كما تطرق إلى ضرورة تكامل القوة العسكرية مع الاستراتيجية الدفاعية التي تضعها الدولة اللبنانية.
وفيما يتعلق بالزيارة المقبلة إلى السعودية، وصفها الرئيس عون بأنها “زيارة شكر واحترام” للجهود التي بذلتها المملكة في إنهاء الفراغ الرئاسي اللبناني، مشيداً بالمساعدة السعودية في دعم لبنان. وأوضح أنه سيطلب خلال الزيارة إعادة تفعيل المساعدات العسكرية السعودية إلى الجيش اللبناني.
كما تحدث الرئيس عون عن التحديات التي تواجه الجيش اللبناني، مشيراً إلى الظروف الصعبة التي يواجهها الجنود من نقص في المعدات والرواتب، لكنه أكد على إيمانه الكامل بقدرة الجيش على الوفاء بمهماته الوطنية.
وفي ختام المقابلة، دعا الرئيس اللبناني إلى ضرورة تجاوز الخلافات الطائفية والمذهبية التي طالما قسمّت البلاد، مؤكداً أن لبنان يحتاج إلى الوحدة لبناء دولة قوية ومزدهرة، كما كان الحال قبل اندلاع الحرب الأهلية في 1975.