
كتبت لورا يمين في المركزية :
كشف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، في حديث لفوكس بيزنس “انني بعثت برسالة للمرشد الأعلى بإيران علي خامنئي وقلت له إنني آمل أن تتفاوضوا لأن تدخلنا عسكريا سيكون فظيعا”. وقال امس، إنه يريد التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، مضيفاً أنه أرسل خطاباً للقيادة الإيرانية، الخميس، عبر فيه عن أمله في أن يوافقوا على إجراء محادثات. اضاف “قلت إني آمل أن تتفاوضوا، لأن الأمر سيكون أفضل بكثير بالنسبة لإيران”. وتابع “أعتقد أنهم يريدون الحصول على هذه الرسالة. البديل الآخر هو أن نفعل شيئاً، لأنه لا يمكن السماح بامتلاك سلاح نووي آخر”.
في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الروسية، امس، إن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف ناقش مع السفير الإيراني كاظم جلالي، الجهود الدولية الرامية لحل الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وأضافت أن اجتماعهما عقد الخميس.
قبل الاتصال الروسي – الايراني هذا، عرضت موسكو تأدية دور الوسيط بين واشنطن وطهران في الملف النووي الإيراني، بحسب مصدر تحدث لرويترز الثلثاء. ويأتي ذلك تزامنا مع تأكيد المتحدث باسم الكرملين استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبذل الجهود من أجل حل سلمي، وإعلان الإدارة الأميركية مواصلتها ممارسة ضغوط قصوى على إيران بهدف منعها من امتلاك سلاح نووي. وأوردت قناة زفيزدا الروسية المملوكة للدولة، في وقت سابق الثلثاء، تصريحا للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يؤكد موافقة الرئيس بوتين على التوسط في محادثات الأسلحة النووية بين طهران وواشنطن. وأفاد المصدر المطلع بأن موسكو عرضت دور الوساطة، لكن لم يتم تكليفها رسميا بذلك حتى الآن، بينما امتنعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك عن التعليق.
وشدد بيسكوف، على أن إيران شريكة وحليفة لروسيا، مبينا أن موسكو ستواصل توسيع علاقاتها مع طهران. ورأى بيسكوف أن “الرئيس بوتين على يقين بأن أزمة الملف النووي الإيراني يجب أن تجد طريقها للحل بالوسائل السلمية فقط”، مشيرا إلى استعداد روسيا للمساعدة في هذا الإطار.
وتقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، إن طهران باتت في موقع حرج وان ظهرها بات للحائط في الملف النووي. فالولايات المتحدة رفعت السقف الى الحدود القصوى وهددت طهران بالخيار العسكري ان لم تعد الى المفاوضات وفق الشروط الاميركية. من الجهة الاخرى، لاقت موسكو واشنطن في الضغط على طهران ولكن بطريقة ألطف. فالكرملين تدخّل لإفهام الجمهورية الاسلامية ان لم يعد امامها خيارات سوى الجلوس الى الطاولة من جديد بعد ان تكون انضبطت تخصيبا وتسليحا داخليا واقليميا. لم يبق اذا امام طهران اي مجال للمناورة لان البديل من التجاوب مع الضغوط الاميركية والوساطة الروسية، سيكون مغامرة مكلفة قد تكون عسكرية ستواجهها الجمهورية الاسلامية وحيدة ومن دون اي حليف، تختم المصادر.