سلايدات

الحزب يرد على ربط الاعمار بنزع السلاح: لا انقاذ ولا اصلاح

كتبت نجوى أبي حيدر في المركزية:

تدرك ايران تماما ان المنطقة دخلت مرحلة بإدارة اميركية جديدة حازمة تقف خلف اسرائيل الراغبة بقوة بتوفير امنها لمئة عام .وان التحدي الاساسي يبقى في التخلص من الجمهورية الاسلامية التي تشكل خطرا وجوديا على تل ابيب. الرئيس دونالد ترامب وجه خطابا للنظام الايراني للشروع في حل الملفات العالقة ،وهي الملف النووي وملف الصواريخ الباليستية واذرع طهران في المنطقة.

حتى اللحظة رد ايران جاء سلبياً، على رغم حزم الادارتين الاميركية والاسرائيلية في توجههما وينطلقان اساساً من ان ايران خسرت غزة ولبنان وسوريا، والعراق في حال اعادة تموضع،فيما الحوثي في وضعية تراجعية. ازاء المشهد العام هذا ، تنتظر ايران الجلوس الى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الاميركية ساعية لامساك بعضٍ من اوراق تحسين ظروف مفاوضاتها. ويُدرج هنا ما حصل في سوريا باعتباره  جزءاً لا يتجزأ من سياسة اعادة انتزاع الاوراق المفقودة نتيجة “طوفان الاقصى”، خصوصا ان المسرح السوري استراتيجي، يمكن من خلاله اعادة تسليح وتعويم حزب الله في لبنان والدخول الى الساحة الفلسطينية.

المنطقة اذا ،حتى لحظة حسم اتجاهها اميركياً، تقبع في مرحلة دقيقة وساخنة، مفتوحة على شتى الاحتمالات، فإما تتراجع ايران في الملفات الثلاثة والا فالضربة العسكرية ستستهدفها لا محال. هي تحاول المماطلة وشراء الوقت غير آبهةٍ بتداعيات مماطلتها على سائر الدول، ومن ضمنها لبنان، حيث يرفض حزب الله تسليم سلاحه ويصعّد كلامياً عبر نوابه وامينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي قال ان المقاومة مستمرة ميدانياً، متقصداً توجيه رسالة مفادها ان ربط الاعمار بنزع السلاح تقابله معادلة “لا اصلاح ولا انقاذ”، اي نسف الشعار الحكومي ولا يحلمنّ احد ببناء دولة. في المقابل ثمة أمر واحد مؤكد، ان لا تراجع اميركي واسرائيلي عن ليّ ايران نوويا وصاروخيا وبأذرعها.

في قراءة لتفاصيل وانعكاسات هذا المشهد على لبنان، تقول مصادر سياسية لـ”المركزية” ان حزب الله لم يعد في موقع يُخوله العودة الى زمن القوة وهو محاصر من اسرائيل وسوريا،والا لما استمر صامتاً ازاء استهدافه اليومي واغتيال عناصره وقياداته عبر المُسيرات، الا انه يلعب ورقة عدم تسليم سلاحه للدولة وهي الاقوى لديه اليوم، مراهناً على ان الجيش اللبناني لن يدخل في مواجهة معه لنزع سلاحه بالقوة، فيحافظ على ترسانته الامنية والعسكرية في انتظار تبدّل ما، قد يعيد فتح القناة السورية لاعادة تعويم نفسه. واستتباعاً، لن يسلم سلاحه ولن يسمح للدولة بفرض ايقاعها، فيما المجتمع الدولي واضح في قراره ، لا مساعدات للبنان في ظل استمرار السلاح خارج الشرعية.

لبنان اذاً في مرحلة انتقالية تميل دفة الربح فيها لمصلحة الدولة ،خلافا لما كان ساريا سابقا حينما كانت الكفة الراجحة لمصلحة الحزب المستقوي بسلاحه وبالجسر الممتد من طهران الى بيروت. الجسر انهار والسلاح لم يعد ذو فائدة كما في مرحلة ما قبل الحرب عليه. الحزب عاجز عن خوض حروب اضافية والا لما وقع اتفاق الاستسلام لوقف النار، ولرد على الاستهدافات الاسرائيلية اليومية لكوادره. بيد ان هذا لا يعني ان لا قدرة لديه على تفجير الوضع، او في الحد الادنى رفض تسليم سلاحه، خصوصا ان الدولة لم تُعِد جدولا زمنيا لتسليم السلاح، وفي الحد الاقصى الالتقاء مع ايعازات الخارج حيث تبقى كل الاحتمالات مفتوحة وساحة لبنان قابلة للاستخدام في ظل وجود السلاح غير الشرعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى