
جاء في نداء الوطن :
صحيح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعلن عن مبادرة واضحة للبنان، لكن تصريحاته في هذه المرحلة بالذات، تعتبر بمثابة إشارة سياسية استباقية، لاختبار ردّ فعل الداخل اللبناني، ومدى تجاوبه مع الطرح الأميركي – الخليجي المشترك.
تؤكد تصريحات ترامب تجاه لبنان (دعم اقتصادي – تحقيق السلام مع جيرانه – إمكانية التخلص من سطوة «حزب الله» وبناء دولة فعلية)، التحول الكبير في السياسة الأميركية، من باب منحه فرصة ذهبية محددة زمنياً لاستعادة دوره كسويسرا الشرق وتهيئة الأرضية لمساعدات أو مشاريع اقتصادية مستقبلية مشروطة بإصلاحات سياسية واقتصادية.
ترى مصادر لـ «نداء الوطن» أن توقيت تصريحات ترامب، وإعلانها من قلب المملكة، يتطلبان النظر في أبعاد استراتيجية وسياسية، أبرزها إعادة التموضع الأميركي الجديد في الشرق الأوسط، والعودة إلى الساحة اللبنانية كرد على تنامي النفوذ الإيراني عبر «الحزب»، ولتوجيه رسالة إلى إيران بأن واشنطن لا تزال تعتبر لبنان ساحة جيوسياسية مهمة، وبأنها على استعداد لمواجهة التمدد الإيراني إنما عبر الاقتصاد. إضافة إلى ذلك تعتقد المصادر أن توجيه الرسائل الأميركية إلى لبنان من أرض المملكة، بمثابة إشارات للبنان بأن الحلول لمشاكله الاقتصادية تمر عبر الخليج وليس عبر إيران أو الغرب فقط.
تضيف المصادر، عندما يتحدث ترامب عن السلام مع الجيران، فهذا يعني ضمناً، دعوة لبنان للالتحاق بقافلة الدول التي تسير نحو السلام مع إسرائيل أو الانفتاح الإقليمي».
وفي السياق، أكدت مصادر رسمية لـ «نداء الوطن»، أن موقف ترامب تجاه لبنان والمسؤولين ترك ارتياحاً، ولبنان ينتظر الترجمات عبر تقديم المساعدة له كي يبسط سلطة الدولة، ذلك عن طريق مضاعفة دعم الجيش اللبناني والأجهزة الشرعية وتأمين انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، ومساعدته مالياً واقتصادياً عبر صندوق النقد الدولي.