سلايدات

كواليس الحرب: ويتكوف يفاوض عراقجي على حافة الحرب..

كتب ابراهم ريحان في أساس ميديا:

ماذا يحصلُ في الكواليس السّياسيّة والدّبلوماسيّة بين الولايات المُتّحدة وإيران؟ وما هو العرض الذي تلقّته طهران عبر الوسطاء؟ وبماذا أجابت؟

 

 

في وقتٍ كانت أنظار العالم تترقّب مساءَ الثّلاثاء الماضي ماذا سيُعلَن بعد اجتماع الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب مع فريقه الأمنيّ والسّياسيّ في الـ Situation roomالمُخصّصة لمتابعة الأحداث الكبيرة، مثل غزو العراق واغتيال أسامة بن لادن، كانت إيران تتبادل الرّسائل التّفاوضيّة مع الولايات المُتّحدة.

عرض ويتكوف لعراقجي

يكشف مصدر إقليميّ واسع الاطّلاع لـ”أساس” أنّ المبعوث الأميركيّ لشؤون الشّرق الأوسط ستيفن ويتكوف أرسلَ عرضاً إلى وزير الخارجيّة الإيرانيّ عبّاس عراقجي يومَ الثّلاثاء أثناء انعقاد الاجتماع الأمنيّ. كانت التسريبات الإعلاميّة التي تصدر على الشّبكات الأميركيّة عن إمكان أن ينضمّ ترامب للضّربة على إيران تدخُل في إطار الضّغط على طهران بعد العرض. لكنّ هذا لا ينفي أيضاً أنّ جدّيّة هذا الانضمام لا تزال قائمة في أيّ لحظة.

يقوم العرض الذي أرسلهُ ستيفن ويتكوف إلى الإيرانيين على الآتي:

  • وقف تخصيب اليوارنيوم على الأراضي الإيرانيّة وفي كلّ المنشآت، بما في ذلكَ محطّة “فوردو” المُعرّضة للاستهداف في أيّ لحظة.
  • انضمام إيران إلى اتّحادٍ إقليميّ لتخصيب اليورانيوم، يضمّها إلى جانب الدّول العربيّة وغير العربيّة الطّامحة إلى تشييد منشآت نوويّة للأغراض السّلميّة.
  • أن يكونَ مقرّ هذا الاتّحاد خارج الأراضي الإيرانيّة.
  • في حال وافقت إيران على العرض الأميركيّ، يُقرّرُ اجتماعٌ بين ويتكوف وعراقجي، ينضمّ إليه نائب الرّئيس الأميركيّ جي. دي. فانس.
  • تكونُ روسيا ضالعة ضمنَ الاتّحاد الإقليميّ لطمأنةِ إيران. جدير بالذّكر أنّ عدداً من الخبراء الرّوس يعملون في بعضِ المنشآت النوويّة الإيرانيّة مثل مُفاعل “بوشهر”.

طلبَ الإيرانيّون عبر العُمانيّين والقطريّين مهلةَ ساعات للإجابةِ. وبالفِعل أرسلَ عراقجي جواباً على الطريقة الإيرانية بلغة دبلوماسيّة لا تحملُ رفضاً كاملاً ولا إقراراً كاملاً للبنود الأميركيّة.

يكشف مصدر إقليميّ واسع الاطّلاع لـ”أساس” أنّ المبعوث الأميركيّ لشؤون الشّرق الأوسط ستيفن ويتكوف أرسلَ عرضاً إلى وزير الخارجيّة الإيرانيّ عبّاس عراقجي يومَ الثّلاثاء أثناء انعقاد الاجتماع الأمنيّ

تركّزَ الرّدّ الإيرانيّ على الآتي:

  • إيران مُهتمّة بالحلّ السّياسيّ للملفّ النّوويّ. لكنّها لا تستطيع أن تخوضَ جولات تفاوض من دون وقفٍ لإطلاق النّار، على اعتبار أنّ التّفاوض تحتَ النّار قد يُعرقل العمليّة السّياسيّة. وهذا السّقف الذي حدّده المُرشد الإيرانيّ علي خامنئيّ للمُفاوض الإيرانيّ.
  • لا يُمكن أن تتخلّى إيران عن حقّها في تخصيب اليورانيوم فوقَ أراضيها. لكنّها مُستعدّة لقبول تخصيب اليورانيوم على مستوى 3.67% على أراضيها، وما زادَ على ذلكَ يكون خارج أراضيها في روسيا أو وفق أيّ صيغة أخرى.
  • قد تقبَل إيران بفكرة إنشاء اتّحادٍ إقليميّ مع دُول المنطقة لتخصيب اليورانيوم من دون أن تخصّبَ هي اليورانيوم على أيّ مستوى، بشرطِ أن يكونَ مقرّ هذا الاتّحاد على الأراضي الإيرانيّة.

عمليّاً يُمكنُ القول إنّ إيران أجابت بـ”نعم ولا” في وقتٍ واحد، في محاولة منها لإبقاء نافذة التّفاوض مفتوحة. وقد طرحَ الإيرانيّون فكرةً لمكان الاتّحاد الإقليميّ تتضمّن أن يُشيَّدَ على واحدةٍ من الجزر الإماراتيّة الـ3 المُحتلّة من قِبَل طهران. إذ تعتبر إيران الجزر الـ3 أراضيَ إيرانيّة، بينما تعتبرها دُول المنطقة أراضيَ إماراتيّة بالكامل.

لم توضِح المصادر كم قطعَ هذا الاتّفاق باتّجاه وقف الحرب، لكنّها أشارت إلى أنّ الاجتماع الذي سيضمّ عراقجي إلى نظرائه وزراء خارجيّة فرنسا وألمانيا وبريطانيا في جنيف اليوم الجمعة، سيلعبُ دوراً في محاولة تحسين الموقف الإيرانيّ.

استطاعَت هذه المجموعة أن تستميلَ قسماً وازناً من الحزبَيْن الجمهوريّ والدّيمقراطيّ ومن الفريق المُحيط بترامب

“لوبي عربيّ – إسلاميّ” في وجه “اللّوبي الإسرائيليّ”

بعد انتهاء اجتماع الرّئيس ترامب مع فريقه ليلَ الثّلاثاء، أشارت وسائل إعلامٍ أميركيّة إلى خلافات بين مُستشاري الرّئيس الأميركيّ محورها الانضمام إلى الضّربات العسكريّة. سببُ الانقسام مردّه إلى اختلاف رؤية مجموعات الضّغط أو ما يُعرَف بـ”اللوبيات” على ضربِ أميركا لإيران.

في معلومات “أساس” أنّ مجموعةً عربيّة – إسلاميّة تُمثّل دولاً فاعلة في المنطقة تعمل على تجنّب دخول أميركا الصّراع في محاولة لاحتواء الموقف وتجنّب دخول منطقة الخليج العربيّ والقوقاز في حالةٍ من الفوضى وعدم الاستقرار، علاوة على تأثير ذلكَ على ممرّات التجارة العالميّة وتصدير وإنتاج النّفط والغاز.

استطاعَت هذه المجموعة أن تستميلَ قسماً وازناً من الحزبَيْن الجمهوريّ والدّيمقراطيّ ومن الفريق المُحيط بترامب. تجلّى هذا النّجاح في مُعارضةِ مُشرّعين من الحزبَيْن وبعض فريق ترامب انضمام واشنطن إلى المعركة، لكن من دون أن يتخلّوا عن  تأييد ضربِ إسرائيل للمنشآت النّوويّة والعسكريّة الإيرانيّة.

إقرأ أيضاً: قلعة نووية في باطن الجبال: حقائق وأرقام “فوردو”؟

في المُقابل تعمل مجموعات الضّغط المُؤثّرة المُؤيّدة لإسرائيل ونتنياهو على محاولة التّأثير على الرّئيس ترامب باعتبار أنّ دخول الولايات المُتحدة على خطّ المعركة سيُسرّع في حسمها، خصوصاً إذا ما وجّه ترامب ضربةً لمنشأة “فوردو”. لكنّ بعض أعضاء فريق ترامب يخشون من وقوع الرّئيس الأميركيّ في فخِّ “الحرب الطّويلة”، ويُفضّلون أن يبقى بعيداً، على اعتبار أنّ النّجاح هو نجاح أميركا قبل إسرائيل، وأنّ الفشل يتحمّله نتنياهو وحده من دون ترامب.

على الرّغم من الانقسام داخل الفريق الرّئاسيّ في البيت الأبيض، يبقى القرار عندَ رجلٍ واحدٍ هو دونالد ترامب الّذي يعرف جيّداً كيفَ يُرسِل الإشارات المُتناقضة لإرباك الخصم. فتارةً يقول إنّ الأوان قد فاتَ للمحادثات، وفي الخِطاب نفسه يقول إنّ المُفاوضات لا تزال مُمكنة. من الطّبيعي أنّ ترامب يُفضّل تحقيق ما يريد في السّياسة من دون أن ينخرطَ في الضّربات المُباشرة. فخطاباته حتّى السّاعة تفعلُ فِعلَ طائرتَيْ الـ B52 والـ B2. لكنّه قد يلجأ إلى الضّربة إذا ما خَلُصَ إلى أنّ الإيرانيين يحاولون شراء الوقتِ مُجدّداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى