سلايدات

لبنان يجدد رسائله للحزب بعد الضربة الاميركية.. الخطر باق طالما السلاح موجود

كتبت لارا يزبك في المركزية:

أعلن رئيس الجمهورية جوزاف عون أن “لبنان قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، اكثر من اي وقت مضى، انه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لاسيما وان كلفة هذه الحروب كانت وستكون اكبر من قدرته على الاحتمال”. وقال في بيان امس ان “قصف المنشآت النووية الإيرانية يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة”. ودعا رئيس الجمهورية إلى ضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية لاعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادي المزيد من القتل والدمار.

الى ذلك، أجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، اتصالاً برئيس الجمهورية، صباح امس، تم خلاله البحث في التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان. وقد جرى الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني. وكتب على اكس “بمواجهة التصعيد الخطير في العمليات العسكرية، ومخاطر تداعياتها على المنطقة بأسرها، تزداد أهمية تمسكنا الصارم بالمصلحة الوطنية العليا التي تقضي بتجنيب توريط لبنان أو زجّه بأي شكل من الأشكال في المواجهة الإقليمية الدائرة. وعينا لمصلحتنا الوطنية العليا هو سلاحنا الأمضى في هذه الظروف الدقيقة”.

هذه المواقف والاتصالات الرئاسية، أتت بعد ايام قليلة على جلسة لمجلس الوزراء عقدت الجمعة في قصر بعبدا، تخللها بعض التوتر على خلفية مطالبة وزراء القوات اللبنانية الحكومة باصدار موقف تؤكد فيه مجددا امتلاكها حصرية قرار الحرب والسلم ورفضها اقحام لبنان في الحرب الاسرائيلية الإيرانية، وذلك ردا على بيان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الاخير. فقد رُفض هذا الطلب سيما من قبل رئيس الحكومة الذي قال ان مجلس الوزراء اعلن هذه الامور سابقا وبالتالي لا داعي لتكرارها في كل جلسة.

لكن ما الذي تغّير حتى عاد رئيسا الجمهورية والحكومة ليكررا هذه المواقف الاحد؟

السؤال يفرض نفسه بقوة، بحسب ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”، اذ ان الدولة كانت مرتاحة الى “وعي الحزب وحكمته” والى الرسائل التي نقلتها اليه عبر قيادة الجيش بضرورة الانضباط، كما انها كانت مرتاحة الى ان الدعم الذي سيقدمه لايران والذي تحدث عنه قاسم في بيانه، هو دعم “مبدئي” كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري. وربما ايضا، تتابع المصادر، هي كانت تراهن على ان واشنطن لن تتدخل في الحرب – اقله في المدى المنظور – وعلى ان إسرائيل لن تتجرأ على اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، وهما العاملان اللذان يمكن ان يُخرجا الحزبَ عن انضباطه. لكن الولايات المتحدة عاجلت طهران ومعها اهل الحكم في بيروت باستهدافها ايران، فـ”استحقّتها” الدولة التي على ما يبدو لم تحصل من الحزب على اي ضمانات، كما انها لم تسحب منه سلاحه، فيما ايران لم تُخف انه في حال دخلت اميركا الحرب، فهي ستستعين بأدواتها في المنطقة للمواجهة.

شعر اهل الحكم بـ”السخن”، تتابع المصادر، وارتأوا ان لا ضير من تكرار المطالبة بعدم جر لبنان الى الحرب. واذ بدا الحزب حتى الساعة منضبطا، بدليل البيان الذي اصدره مساء امس واعلن فيه انه واثق بقدرة ايران على الدفاع عن نفسها وكأن به يقول انها ليست في حاجتنا، الا ان الخشية كبيرة من الا تكون الاتصالات الرئاسية المحلية مع الحزب كافية لردعه متى دعاه المرشد الاعلى لنجدته. والاسف كبير، لان مصير لبنان واستقراره سيبقيان مربوطين بمزاج الخامنئي ومصالحه، طالما سلاح الحزب لم يُسلّم الى الدولة، تختم المصادر.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى