
على الرغم من وقف النار بين إسرائيل وإيران، وبعدما اقتصرت مساندة “حزب الله” لإيران على الجانب “المبدئي”، ومن دون أي تحرك ميداني، لا يمكن إغفال مواصلة إسرائيل عمليات الضغط العسكري من خلال اعتداءاتها اليومية وتماديها في توسيع المجال الجغرافي لخروقاتها بالتوازي مع عمليات الإغتيال التي لم تتوقف منذ تشرين الثاني الماضي، بحيث ما زالت تواصل استهداف الحزب في الجنوب، وسط شكوكٍ في الأهداف الفعلية التي تقف وراء هذه الضربات.
ولا يبدو أن تداعيات وقف النار الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على الساحة الجنوبية، ستنعكس هدنةً أو تراجعاً في حجم الإعتداءات الإسرائيلية، بل على العكس من كل التوقعات، فالهدنة بين إيران وإسرائيل، لن تؤدي إلى أي تغيير في المعادلة الحالية في لبنان، حيث أن إسرائيل تنفذ ضربات بالمسيّرات وتفرض شروطاً للإنسحاب من النقاط التي تحتلها، كما يلاحظ يقول الكاتب والمحلّل السياسي قاسم قصير، عن مخاطر إضافية تُحدق بلبنان، وأبرزها أن المخاوف جدية بالنسبة لزيادة حجم التصعيد الإسرائيلي سيّما بعد وقف إطلاق النار مع إيران، في ظل توقعات بأن تبادر إسرائيل إلى رفع منسوب الإغتيالات والإعتداءات وخرق الأجواء اللبنانية بالطائرات المسيّرة في كل المناطق.
ورداً على سؤال، يشدد المحلل قصير على أنه في ظل غياب موقفٍ رسمي لبناني قوي، تبقى الخشية من زيادة الضغط على لبنان وليس العكس.
وعلى مستوى تقدم الأوضاع وتحريك ملفات لبنان مع بدء مسار المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، وخصوصاً بالنسبة لملفي الإنسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس وحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، فلا يجد قصير أن الصورة واضحة بالنسبة لتطورات المفاوضات الأميركية – الإيرانية، لأن ما من معطيات حول وقف إطلاق النار وتفاصيله، على الاقل في الوقت الحالي حيث تبدو الأمور بحاجة لبعض الوقت لكي تتبلور بشكلٍ جلي.