
بعد أن انقشع غبار الاشتباكات، في الجولة الأحدث من التوترات، في محافظة السويداء جنوب سوريا، يبدو السؤال الأهم والذي ينشغل به كثيرون داخل سوريا وخارجها، هو لماذا باتت السويداء، بؤرة لتوترات متكررة، منذ الإطاحة بحكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وقدوم السلطة الجديدة للبلاد؟
وتشير الرواية المتداولة، لآخر جولة من الاشتباكات في السويداء، إلى أن الاشتباكات الدامية الأخيرة، اندلعت بين” مقاتلين دروز وعشائر من البدو” بعد تعرض شاب درزي من أبناء السويداء للسلب والضرب على يد رجال من أبناء العشائر قبل أن يطلق سراحه وهو بحالة حرجة.
وفي الوقت الذي يُرَد فيه التوتر، الحاصل في محافظة السويداء، منذ قدوم السلطة الجديدة، إلى عداءات بين جماعات خارجة عن القانون، تبدو رواية سوريين من السويداء، ومحافظات سورية أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، غير متفقة مع هذه الرواية.
ويعتبر هؤلاء أن ما شهدته السويداء، من اشتباكات مؤخرا، لايمكن رده فقط إلى عداءات بين جماعات درزية، وأخرى عشائرية من البدو، لكن ما حدث من وجهة نظرهم هو مجرّد “شرارة”، أشعلت ناراً تتراكم دوافعها يوما بعد يوم في ظل واقع سياسي معقد.
ويضيف هؤلاء أن السبب الجذري، لما يحدث في السويداء وغيرها من المناطق، هو شعور متفاقم لدى عدد من المكونات السورية – من بينها الدروز والأكراد والعلويين والمسيحيين وشريحة من السنة – بأن المسار السياسي الحالي لا يُمثلهم.