سلايدات

الصحفي السوري رفعت الديك لـ”ليبانون عاجل”: السويداء على وشك إعلانها خالية من الجماعات الإرهابية

 

أكد الصحفي رفعت الديك، في تصريح خاص لموقع “ليبانون عاجل”، أن ما جرى في محافظة السويداء مؤخراً يُعد كارثة إنسانية بكل المقاييس، مشيرًا إلى أن القوات التي دخلت المدينة ليست، بحسب وصفه، “جيشًا وطنيًا” بل “مجموعات متشددة وتكفيرية” تضم عناصر أجنبية من جنسيات مختلفة مثل الأفغان والإيغور والشيشان، مدعومين من جهات أمنية وعسكرية سورية.

وأوضح الديك أن تلك القوات دخلت المدينة بموجب اتفاق مبرم بين وجهاء من السويداء وبعض الجهات الرسمية، بهدف ما قيل إنه “فرض سيطرة الدولة وفض الاشتباك”، لكنه يعتقد أن الغرض الفعلي من دخولهم كان تأجيج الأوضاع، لا احتوائها. وأضاف أن القوات ارتكبت، منذ اللحظات الأولى لدخولها، مجازر مروعة بحق المدنيين، شملت عمليات إعدام ميداني، وحرق منازل، ونهب ممتلكات، وتصفيات جسدية استهدفت عائلات كاملة داخل بيوتها، وسط تعتيم رسمي على عدد الضحايا الذي قد يتجاوز الألف، وفقًا لروايات الأهالي وشهاداتهم.

وفي سياق متصل، أشار الديك إلى أن الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز المرجعيات الدينية للطائفة الدرزية، وجّه نداءً إلى المجتمع الدولي يطالب فيه بتوفير الحماية لسكان السويداء، ما دفع إسرائيل إلى التدخل عبر شن ضربات جوية دقيقة استهدفت أرتالًا عسكرية تابعة للقوات السورية، وضغطت بشكل مباشر على الحكومة السورية، محذّرة من استمرار العمليات العسكرية. ووفق مصادر ميدانية، فقد كانت إحدى الضربات تستهدف شخصية استخباراتية تركية يُعتقد أنها كانت تشرف على المعارك في السويداء.

ولفت الديك إلى أن الضغط الدولي، لا سيما من وزارة الخارجية الأميركية، ساهم في انسحاب مفاجئ وسريع للقوات السورية خلال ساعات من مساء أول أمس، بعد دمار واسع طال أحياء المدينة وتهجير آلاف السكان نحو الريف الشرقي والغربي للمحافظة.

وأشار إلى أن فصائل محلية مسلحة في السويداء تحركت فور انسحاب الجيش لملاحقة ما تبقى من “العناصر المتشددة” داخل المدينة، كما شنّت هجمات على بعض تجمعات عشائر البدو في محيط المدينة، متهمة إياهم بالمشاركة والتنسيق مع تلك القوات خلال المجازر، ومنحتهم مهلة محددة لمغادرة المنطقة بسبب “خرقهم لمبدأ العيش المشترك”، بحسب وصفه.

ونوّه الديك إلى أن الفصائل المسيحية، على عكس بعض المكونات الأخرى، وقفت إلى جانب أبناء السويداء ورفضت توفير أي بيئة حاضنة للهجوم، مؤكدًا أن هذه المواقف الموحّدة كان لها أثر كبير في صدّ الهجمات.

وختم الصحفي رفعت الديك حديثه بالتأكيد على أن معظم قرى الريف الغربي باتت خالية من العناصر المقاتلة، وأن إعلان السويداء كـ”مدينة خالية من الجماعات الإرهابية” بات وشيكًا، رغم الدمار الهائل والخسائر المادية والبشرية التي لحقت بها، والتي استدعت إعلانها “مدينة منكوبة”. وأشار إلى أن الوضع الأمني مستقر نسبيًا حاليًا، مع استمرار بعض الاشتباكات المتفرقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى