
ما زالت الطوابير، المعاملات الورقية، والبرمجيات القديمة ترسم ملامح تجربة العميل في لبنان. لكن أندرو مارون، الشريك المؤسّس والرئيس التنفيذي لشركة Almind.ai، يرى أن الحلّ ليس في مزيد من التقارير والاستشارات، بل في أتمتة واقعية تُحدث فرقًا فوريًا في الأداء اليومي.
المنصّة التي طوّرها تندمج بسهولة في الأنظمة القائمة خلال أيام، فتستبدل النقرات المتكرّرة وعمليات النسخ واللصق اليدوية بتنفيذ مباشر وسلس.
الموظف الذي كان يُضيّع يومه في ملاحقة المعاملات أصبح الآن يركّز على القضايا الجوهرية، الطارئة، والإبداعية التي تحتاج بالفعل إلى العقل البشري.
روبوتات المحادثة والمكالمات من Almind.ai لا تكتفي بالردّ على الأسئلة، بل تقوم بتحديث البيانات، تحديد المواعيد، إرسال الموافقات، بل حتى البحث على الإنترنت للحصول على معلومات جديدة.
فريق التسويق يمكنه تكليف الوكيل بقراءة موجز الحملة، فيقوم بجمع العملاء المحتملين، صياغة الرسائل، وتنظيم الجداول التذكيرية، فيما يركّز البشر على وضع الاستراتيجية.
في خدمة العملاء، يستطيع الموظفون الاعتماد على مساعدين يتحدثون باللهجة اللبنانية بطلاقة، كما يمكنهم التبديل إلى العربية الفصحى، الإنجليزية أو الفرنسية عند الحاجة، والأهم أنهم يُنهون المهمة بدلاً من تحويلها إلى شخص آخر.
أما في الخلفية، فتتحرّك “وكلاء التنفيذ” بسلاسة عبر أدوات المحاسبة، قواعد بيانات الشركة، منصات الموارد البشرية، ولوحات خدمات الدعم، لتبقى عجلة العمل تدور حتى بعد انتهاء الدوام.
يبدأ كل مشروع بغوص عميق في سير عمل متعثر – مثلاً، تجديد الرخص في بلدية أو حجز المواعيد في عيادة. يقوم فريق Almind.ai بتحليل الخطوات، ربط الـ APIs، وتسليم حل فعلي يعمل داخل بيئة العميل دون تعطيل النظام.
توفر اللوحات التفاعلية للمسؤولين نظرة دقيقة على الوقت الذي يتم توفيره، مع زر “التدخّل البشري” للسماح للموظفين بالتدخّل عند الحاجة للتعامل مع التفاصيل الحساسة.
وبعد نجاح أول عملية، يصبح التوسّع إلى إجراءات أخرى مسألة بسيطة: فقط تحديد المشكلة الجديدة وتوجيهها إلى نفس المحرّك، ليبدأ الذكاء الاصطناعي بمعالجة الأعمال الروتينية تلقائيًا في مختلف أقسام المؤسسة.
كل حركة يقوم بها الوكيل الذكي موثقة بالكامل، ويمكن تتبّعها في أي وقت بشفافية تامة.
لبنان لا يحتاج لانتظار “التحول الرقمي الشامل” كهدف بعيد المنال. من خلال تبنّي روبوتات دردشة تدعم العملاء، ووكلاء يتحدثون لغة الناس، وأتمتة تُنهي المهام فعليًا، تستطيع الشركات اللبنانية تحويل التأخير إلى نتائج فورية، واستعادة المكانة التي ما زال يتذكّرها عملاؤها في المنطقة