سلايدات

أبعد من الاشتباكات قرب الحدود اللبنانية.. هل من تهريب أشخاص؟

كتب شربل مخلوف في  المركزية:

اندلعت اشتباكات عنيفة في قرية “المصرية” السورية الواقعة في حوض العاصي، على مقربة من الحدود اللبنانية، حيث سُمعت أصوات إطلاق النار بوضوح في القرى اللبنانية الحدودية التابعة لقضاء الهرمل.

وجاءت هذه الاشتباكات عقب عملية دهم نفّذها الأمن العام السوري لمنازل تعود لعائلة “أبو جبل”، وأسفرت عن مقتل أحد أفراد العائلة، بالإضافة إلى مقتل عنصرين من الأمن العام السوري.

الاشتباكات اندلعت بين الطرفين بعد وصول السوري “ذو الهمة أبو جبل” إلى بلدته المصرية، عقب الإفراج عنه أخيراً من السجن. اذ عند وصوله، أُطلقت الأعيرة النارية ابتهاجاً.

صحيح ان الاشتباكات حصلت داخل الاراضي السورية غير ان القلق مشروع في شأن امكان امتداد التوتر الأمني الى القرى اللبنانية المحاذية في ظل تساؤلات عما اذا كانت عائلة “أبو جبل” ترتبط بعلاقات وثيقة مع “حزب الله” ، فهل تتخذ الدولة إجراءات لمنع امتداد التوتر إلى أراضيها؟

يقول الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب لـ”المركزية”: “هناك قرى مختلطة على الحدود اللبنانية-السورية، حيث توجد 7 قرى في الداخل السوري، وأهاليها اللبنانيون يدخلون إلى لبنان متى يشاؤون، تحديدًا في “القصر” و”الهرمل”. ولكن في ظل التوتر في الساحل السوري، كانت هذه المنطقة غنية بحركة الدخول والخروج إليها. كان الخروج من سوريا يتم تحت ترتيب عصابات، سواء من العناصر المنتشرة على الحدود من الجهة السورية أو اللبنانية”.

ويضيف: “مع الأسف، هناك أخبار يتداولها الإعلام بشأن شاحنات تهريب المازوت، التي يتم تهريبها تحت إشراف هذه العصابات. لذلك، أعتقد أن الموضوع يتعلق بالتهريب، ومن الممكن أن يكون تهريب أشخاص، وهذا الأخطر. تهريب الممنوعات يمكن لعناصر الأمن اللبنانية والسورية التدخل لعرقلته، لكن تهريب الأشخاص لن تسمح السلطات السورية الجديدة بحدوثه بتاتًا، خصوصًا بعد أحداث الساحل”.

هل لهم دور في تهريب أشخاص معينين؟ يشير إلى أن منطقة البقاع تشهد حاليًا تواجدًا كبيرًا لأتباع النظام السوري السابق، وتحديدًا من العلويين الذين هربوا نتيجة الأعمال العدائية التي شهدها الساحل السوري. ويخشى أن تكون هذه الاشتباكات مع جماعات لها علاقة بالتهريب على الحدود، خاصة إذا كان يتعلق بأشخاص.

ويتابع: “إذا بقي الوضع كما هو، وما حدث في السويداء والساحل السوري ينبئ بأن هناك عناصر ليست في السلطة وحدها، فمن الممكن أن تكون هناك عشائر. لقد قاموا بتهديد “قسد” علنًا من خلال بيان أصدرته العشائر، حيث قالوا: “تسليم السلاح إلى الدولة، وإلا…” هناك خاصرة رخوة، وإسرائيل لن تتضايق أبدًا، لأنها موجودة في جبل الشيخ وعلى تخوم حاصبيا وراشيا”.

ويضيف: “تحرك العصابات تجاه لبنان عبر الحدود الشرقية لن يزعج إسرائيل، لكن الأخطر هو أن يكون هناك تحريض بين العشائر السورية التي انتظمت تحت إطار الدولة الجديدة وحزب الله. فلا ننسى أن هذه الدولة قاتلت حزب الله في سوريا سابقًا، لذلك هي تضمر الحقد للحزب”.

ويلفت إلى أن يمكن القيام بشيء واحد من خلال تعامل السلطة اللبنانية مع السلطة السورية بشكل مباشر لوضع حد لهذه الأمور، مؤكدًا أن يجب على لبنان أن يتصرف كدولة مع دولة عبر معرفة ما تريده سوريا من لبنان.

ويختم: “في موضوع التهريب،زار مدير المخابرات العميد طوني قهوجي السعودية اخيرا واجتمع مع نظيره السوري وتم التفاهم على هذا الأمر وأمور اخرى. هذا اللقاء يعد مهمًا، لكن اللقاء السياسي بين الدولتين أهم بكثير لكي تتم معرفة كل شيء. هناك وسيط أميركي بين الدولتين استطاع أن يحل الكثير من المشاكل، لكنّ التعامل من دولة إلى دولة يحدّ من الهواجس ويطمئن الطرفين”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى