سلايدات

الكباش يشتدّ بين الدولة والدويلة…هل تعود الاغتيالات؟

كتبت نجوى أبي حيدر في المركزية :

 فوق صفيح ساخن يقبع لبنان، في ظل اوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات. الحكومة لن تتراجع عن قراراتها. حزب الله يرفض تسليم السلاح. الرئيس نبيه بري يدعو تكرارا للحوار، وهو الأعلم ان دعوته  تهدف لشراء الوقت ليس إلا. القوى السياسية كلها باستثناء “الثنائي” تؤيد القرار الحكومي، والضغط الخارجي يتعاظم عربياً وغربياً لطي صفحة السلاح غير الشرعي في لبنان، تمهيدا للشروع في تقديم المساعدات واعادة الاعمار والاستثمار.

وفي انتظار ما ستتمخض عنه جلسة الجمعة الحكومية بعد مناقشة خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة وبُعيد كلمة الرئيس نبيه بري في ذكرى اختفاء الامام موسى الصدر، زادت وتيرة الشكوك في امكان بلوغ لحظة تنفيذ قرار حكومة الرئيس نواف سلام الواقعة بين شاقوفي التزام قرارها وتكليف المؤسسة العسكرية بالمهمة مع تحديد مهلة زمنية التزاما بوعد الرئيس جوزاف عون ان الـ2025 سيكون عام نهاية السلاح غير الشرعي، بما يعني التنفيذ من مواجهة حتمية مع الحزب، وبين ايجاد مخرج لا يلزمها بتحديد مهلة زمنية لكنه يضعف صورتها امام اللبنانيين والدول الضاغطة في اتجاه حصر السلاح بيد الشرعية في اسرع وقت.

تصف اوساط دبلوماسية الوضع في لبنان ببالغ الخطورة، وتقول لـ”المركزية” قد يكون الظرف الذي تمر به البلاد هو الاصعب على الاطلاق، ذلك أن في ضوء قرارات السلطة وقدرتها على التنفيذ سيتحدد مصير لبنان الغد، فإما يبقى بقبضة حزب الله وخاضعاً لفائض قوته وما يتفرع منها من قصف اسرائيلي يومي واغتيالات واحتلال ، وتاليا مقصىً عن مخطط السلام والانماء والاعمار في المنطقة، فيما تستفيد دول الجوار وفي طليعتها سوريا من النهضة والدعم العربي والغربي، وإما يتحرر من سطوته ويستعيد قراره فعلا لا قولاً وينبعث حياً مجدداً.

الكباش يشتد الى الذروة، تضيف الاوساط، كاشفة عن مخاوف ازاء احتمال فشل محاولات السلطة السياسية في اقناع الحزب بالتسليم والانخراط في الدولة وامكان عودة الاوضاع الى مربع الاغتيالات فيما لو سُدَت كل المنافذ، مشيرة الى ان عددا من الشخصيات السياسية الدائرة في فلك القوى السيادية، والتي تصدر عنها مواقف عالية السقف ضد حزب الله، تلقت في الآونة الاخيرة “نصائح” من جهات امنية بضرورة التنبه واتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في هذه المرحلة والتخفيف من التنقلات خصوصا في فترات الليل، خشية تعرضها لأعمال امنية. وعللت الجهات الامنية نصائحها بالقول ان المرحلة في لبنان دقيقة والمنطقة تمر بحقبة تغيير جذرية وأساسية وثمة الكثير من المتضررين من التغيير الحاصل قد  يتحركون على الساحة اللبنانية مستغلين التجاذبات الداخلية، فينفذون أعمالاً امنية، إما لهز الاستقرار الامني وقلب الاولويات وتالياً ارباك المسؤولين والاجهزة العسكرية والامنية، او لتوجيه رسائل عبر اغتيالات تستعيد حقبة ماضية، كان نفوذها خلالها الاقوى على الاطلاق . ففي اي اتجاه ستنحو البلاد ولمن تكون الغلبة للدولة ام للدويلة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى