سلايدات

خلافات اهل الحكم تحت سقف المصلحة الوطنية…الحزب يزور سلام

كتبت نجوى أبي حيدر في المركزية:

سريعاً تطوى صفحات التباينات والخلافات بين المسؤولين والقادة السياسيين في لبنان، التزاماً بمقتضيات وموجبات المرحلة التي تفترض التواصل والتفاهم بين الجميع وإبقاء السلم الاهلي اولوية. هذا ما حصل ويحصل في مسار العلاقات بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري وبين الأولَين وحزب الله الذي يشكل رأس حربة في مواجهة القرارات الرسمية منذ انطلاق العهد الجديد ويسانده بري في الدعم معنويا وعملياً.

بعيداً من معضلة حصر السلاح ورفض الحزب تنفيذ القرارات الحكومية في جلستي 5 و7 آب، كون حلّها يستوجب وقتاً وصبراً وأكثر، جاءت اشكالية اضاءة صخرة الروشة لتُفجِر خلافاً عاصفاً بين الرئيس سلام وحزب الله الذي كسر قرار المنع وتحدى الدولة ومن فيها بإضاءة الصخرة بصورة امينه العام السابق السيد حسن نصرالله. قامت الدنيا ولم تقعد، وبلغت التحديات ذروتها فدخل الوسطاء على الخط لسحب فتيل التوتر ونجحوا ، ولو في الشكل. اذ تشير مصادر مطلعة لـ”المركزية” الى ان سعاة الخير، وقبل ان يتوجه الرئيس سلام الى باريس الاسبوع الماضي في اجازة خاصة، اتفقوا مع الثنائي الشيعي على وقف الحملات ضده، بعدما بادر هو الى القبول بتسوية تعليق عمل جمعية رسالات التي نظمت فعالية اضاءة صخرة الروشة عوض سحب العلم والخبر من الجمعية الى حين استكمال التحقيقات، وما ادراك متى تنتهي التحقيقات ، فكان هذا الحل الامثل لمنع انفجار الحكومة.

وجاء طلب سلام من وزير الخارجية يوسف رجي  تقديم شكوى عاجلة لدى مجلس الامن ضد اسرائيل لاستهدافها حفارات وجرافات تستخدم في البناء في المصيلح ليسهم في التهدئة، ويُبرد مسار العلاقات الحامي، وفق المصادر التي لم تستبعد، كما قالت لـ”المركزية” ان يزور وفد من حزب الله الرئيس سلام في السرايا في بادرة حسن نية،  بعد مقاطعة اكثر من شهرين، اثر اتخاذ الحكومة قراراتها الشهيرة  في جلستي 5 و7 أب القاضية بحصر السلاح بيد الدولة.

وتأتي جولة الرئيس سلام اليوم على قصر بعبدا وعين التينة لتؤكد المؤكد، وفق المصادر، ولو ان اي موقف او تصريح لم يصدر عنه في اعقاب  الزيارتين. وتضيف: قد لا تكون الكيمياء قوية بين سلام والرئيس عون، الا ان العلاقة بينهما جيدة خلافا لما يسوق البعض، والتباين في بعض المواقف لا يفسد في الود قضية. العلاقات بينهما تحكمها المصلحة الوطنية وحتمية التوافق والتفاهم بين اهل الحكم لاخراج لبنان من ازمته وضرورة قيام وحدة بين اهل الحكم لمواجهة الاستحقاقات الداهمة على كثرتها.

يُدرك سلام كما عون ان هدفهما واحد وإن اختلفت اساليب بلوغه، وان لا مفر من التعامل بحكمة وروية مع المرحلة الانتقالية البالغة الدقة والحساسية، فلا حل الا بالحوار والتفاوض كما اعلن عون منذ ايام، ومسار اعادة بناء الدولة انطلق ولن يعود الى الوراء. على اي حال تختم المصادر، جميع الفرقاء وفي مقدمهم حزب الله، يدرك ان زمن السلاح المتفلت انتهى والعودة الى كنف الدولة لا مفر منه، لكنه يرفع السقف لتحصيل مكاسب سياسية في الدولة العميقة، وحتى ذلك الحين، سيعض الجميع على جراحهم ويبلعون الموسى، ومن يصبر يرَ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى