
تعيش الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية على وقع تصعيد متدرّج يُنذر بمرحلة أكثر خطورة، إذ تستبق تل أبيب اجتماع لجنة “الميكانيزم” والزيارات الدبلوماسية المرتقبة إلى بيروت، بموجة اغتيالات واستهدافات نوعيّة طالت عناصر من “حزب الله” في الجنوب والبقاع، في مؤشرٍ إلى أنّ إسرائيل تسعى لفرض معادلة ميدانية جديدة قبل أي تفاهم سياسي. وفي موازاة التصعيد العسكري، تتزايد التحذيرات الدولية الموجّهة إلى لبنان من اتّساع رقعة المواجهة ما لم تُضبط المعادلة الأمنية، فيما تبدو الاتصالات القائمة مع واشنطن محاولةً أخيرةً لتفادي الحرب، وإن كان خطر اندلاعها لا يزال قائمًا بقوة.
وفي التفاصيل، تستبق تل أبيب اجتماع لجنة “الميكانيزم” والمحادثات المتوقعة مع موفدين دوليين يصلون إلى بيروت هذا الأسبوع، بتكثيف وتيرة الاغتيالات والملاحقات لعناصر من “حزب الله”، أسفرت منذ الخميس الماضي عن مقتل 11 شخصًا، بينهم 8 على الأقل، من عناصر “حزب الله”، ممّا رفع عدد الاستهدافات الإسرائيلية لعناصر في الحزب إلى أكثر من 365 شخصًا خلال 11 شهرًا، أي منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 25 تشرين الثاني 2024، حسبما نقلت صحيفة “معاريف” عن مصادر أمنية إسرائيلية.
وفي هذا السياق، علمت “نداء الوطن” أنّ التحذيرات الدولية إلى لبنان بشأن تكثيف إسرائيل عملياتها وتوسيع الحرب في حال لم يسلّم “حزب الله” سلاحه، ليست جديدةً بل مستمرة منذ أشهر، وتصاعدت في الفترة الماضية وليس من الولايات المتحدة الأميركية فقط، بل من دول أوروبية وعربية، وبالتالي هناك تخوّف رسمي لبناني من توسيع نطاق الضربات الإسرائيلية خصوصًا أنّ الأجواء التي وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين تؤكّد مضي تل أبيب في غاراتها واستهدافاتها وإصرارها على ضرب بنية “الحزب”، في حين تسعى اتصالات لبنان مع واشنطن لتجنّب الحرب، ونجحت حتى الساعة في تأخيرها لكن ليس في حذف احتمال نشوبها.
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد أنّ “الغارة الإسرائيلية على سيارة في بلدة الناقورة في قضاء صور أدّت إلى سقوط قتيل”، كما أفادت بمقتل شخص آخر جرّاء استهداف طائرة مُسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة النبي شيت شرقي البلاد بعد ظهر الأحد. ومساءً، أفيد بأنّ غارةً استهدفت بلدة الحفير أسفرت عن مقتل شخص وإصابة اثنين بجروح، فضلًا عن غارةٍ بثلاثة صواريخ على سهل بلدة بوداي، اقتصرت أضرارها على المادّيات.
وجاءت الغارات في ظلّ استمرار التصعيد في المنطقة، وسط تحليق مُكثّف للطائرات المسيّرة في الأجواء.
وقُتل شخصان السبت جرّاء ضربتين إسرائيليتين استهدفتا سيارة ودراجة نارية. وقال الجيش الإسرائيلي إنّه قتل قياديًا “في الوحدة المضادّة للدروع في قوة الرضوان”، بالإضافة إلى “أحد عناصر القوة الخاصة” في قوة “الرضوان” أيضًا. كما قُتل شخصان الجمعة في غارتين إسرائيليتين على جنوب البلاد. وقال الجيش الإسرائيلي إنّه استهدف في الضربة الأولى مسؤول الشؤون اللوجستية في قيادة جبهة الجنوب في الحزب، وفي الضربة الثانية عنصرًا “كان يهمّ بمحاولات إعادة إعمار قدرات عسكرية” للحزب.
وأسفرت سلسلة غارات نفّذها الجيش الإسرائيلي الخميس على جنوب البلاد وشرقها عن مقتل أربعة أشخاص بينهم مُسنّة. وقال إنّ من بين الأهداف التي جرى قصفها مستودع أسلحة ومعسكر تدريب وبنى تحتية عسكرية.
وعلى الرغم من إعلان إسرائيل عن استهداف قياديين في الحزب، فإنّ مصادر محلية في جنوب لبنان تنفي أن يكون هؤلاء من القياديين، وتؤكد أنّهم من العناصر العاديين الموجودين في قراهم، أو من النازحين من قرى حدودية مدمّرة إلى العمق. وقالت المصادر لـ”الشرق الأوسط” إنّ “استهداف مسؤول الحزب في قرية يُطلق عليه الحزب لقب الرابط، أو عنصر في الحزب يُقيم مع عائلته في منزله وبلدته، لا يعني أن هذا الشخص قيادي”.




