سلايدات

لبنان في موقع تفاوضي صعب جداً…الشروط اهم من التفاوض بذاته…

كتب يوسف فارس في المركزية:

 بتكليف رئاسة الجمهورية السفير السابق سيمون كرم ترؤس الوفد الى لجنة مراقبة وقف اطلاق النار “الميكانيزم” التي كانت حتى الامس حكرا على عسكريين، يكون لبنان خطا خطوة كبيرة باتجاه محاولات احتواء الضغوط الأميركية واحباط التهديدات الإسرائيلية بشن حرب . ما من شك في ان هذا القرار جريء في مسار المفاوضات التي لطالما كانت غير مباشرة لم تتخط التمثيل العسكري منذ العام 1983 ولم ينخرط مدنيون فيها الا بخبراء تقنيين شاركوا في وفد ترأسه عسكري لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل سنة 2022 . .  اخر مدني رأس الوفد كان في مفاوضات 17 أيار العام 1983 التي افضت الى اتفاق امني مع إسرائيل سرعان ما انهار بعد اقل من عام على توقيعه . علما ان الرئاسة اللبنانية وضعت الامر في اطار التجاوب مع المساعي المشكورة من قبل الإدارة الأميركية التي تتولى رئاسة اللجنة التقنية العسكرية للبنان . وأكدت ان التكليف تم بعد الاطلاع من الجانب الأميركي على موافقة الجانب الإسرائيلي ضم عضو غير عسكري الى وفده المشارك في اللجنة وبعد التنسيق والتشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام .

الخطوة لم تكن مفاجئة، فالقرار اتخذ  قبل أسابيع بعد التوافق الرئاسي على ضم مدني يكون خبيراً او تقنياً، لكنّ تسمية السفير كرم أعلنت من القصر الجمهوري الذي له صلاحية تحديد الاختصاص التقني له .

الوزير السابق فارس بويز  يقول لـ “المركزية” ان من البديهي كان انتقال لبنان الى مسيرة التفاوض من اجل احتواء الضغوطات الأميركية التي تعدت في الآونة الأخيرة الجانب السياسي لتطال المستوى الاقتصادي والمالي . الجانب الفلسطيني كان المبادر الاول للتفاوض مع إسرائيل ثم تبعته غالبية الدول العربية التي عبرت هذا السبيل وصولا الى حد التطبيع .

أضاف : ليس مهماً التفاوض بقدر أهمية  شروطه سيما ان ليس لدى لبنان ما يقدمه للطرف الاخر . العرب سبقوه وبات وحيدا ومعزولا وتحت ضغط عسكري يودي بحياة العديد من أبنائه يومياً ، وسياسي خارجي من قبل المجموعة الدولية المتماهية مع تل ابيب . من هنا لبنان في موقع تفاوضي صعب جداً وشاق في ظل تركيبة لبنانية لا تستسيغ كثيرا هذا المسار. لذا ضروري الانتظار بعض الوقت لمعرفة شروط هذه المفاوضات وإذا كانت إسرائيل ستتصرف مع لبنان من موقع المنتصر في الحرب وتخضعه لاملاءاتها .

ويختم : الهم اللبناني الأساسي وقف الاعتداءات اليومية على أبنائه واستعادة الاسرى والمحتجزين . ثم انسحاب القوات الإسرائيلية من كافة أراضيه المحتلة على ان يستتبع ذلك بتثبيت حدوده المرسمة والمعترف بها دوليا لكن لإسرائيل اطماعها المزمنة في لبنان وثرواته وهو ما يوجب الحذر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى