
أفادت هيئة البث الإسرائيلية الجمعة، بأنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ لتنفيذ هجوم واسع النطاق ضد أهداف تابعة لحزب الله في لبنان في حال فشلت جهود الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام.
وأضافت “الجيش الإسرائيلي أعدَّ خلال الأسابيع الماضية خطّة متكاملة لضرب مواقع حزب الله”.
اما الخميس، فأفادت “يديعوت أحرونوت” نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، بأنّ “حزب الله يستعيد قدراته على جميع الجبهات وسط تدفق متجدد للأموال الإيرانية”، لافتةً الى أنّ “تل أبيب لن تنتظر إلى ما لا نهاية”. وأضافت “لبنان فكّك 80 في المئة من سلاح حزب الله جنوب الليطاني لكنه غير قادر على استكمال نزع السلاح قبل نهاية العام”، مشيرةً إلى أنّ “واشنطن أبلغت الجانب اللبناني أنها قد لا تتمكن من منع أي عملية عسكرية إسرائيلية محتملة إذا لم تُباشر الحكومة اللبنانية خطوات ملموسة وسريعة لنزع سلاح حزب الله”. وقالت الصحيفة إنّ “لقاء نتنياهو–ترامب المرتقب سيكون حاسماً في تحديد ما إذا كانت إسرائيل ستحصل على موافقة أميركية لتصعيد كبير في لبنان”.
بات القاصي والداني يعرف، بعد تجربة العامين الماضيين، ان تل أبيب لا تهول او تهدد فحسب، بل تحذّر وعندما لا تؤخذ تحذيراتها على محمل الجد، تنفّذ وتضرب. هي حتى الساعة، مصرة على مطلب نزع سلاح حزب الله، وتعلن بوضوح ان ما لم يتم نزعه من قبل الدولة اللبنانية قبل نهاية العام ٢٠٢٥، فإنها ستتولى القيام بهذه المهمة بنفسها.
انطلاقا من هنا، تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” ان العيون تتجه نحو وجهتين اثنتين. الاولى عنوانها بيروت نحو بعبدا والسراي، لرصد ما ستقرر الدولة فعله من اجل تفادي الحرب. فمسألة تكليف السفير سيمون كرم رئاسة فريق لبنان الى الميكانيزم، لم تكن كافية لابعاد هذا السيناريو، الذي سيبقى ماثلا طالما السلاح لم ينزع. عليه، قد يكون حملُ قائد الجيش رودولف هيكل جدول زمني واضح معه الى الاجتماع السعودي الفرنسي الاميركي في باريس في ١٨ الجاري، يحدد فيه تاريخَ انتهاء خطة حصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية، وفِعل كرم الأمرَ نفسه في اجتماع الميكانيزم في ١٩ الجاري، خطوة مجدية ومفيدة شرط ان يلتزم لبنان بالمهلة التي يقدمها وشرط ان تكون المهلة منطقية، تنتهي في الاشهر الاولى من العام الجديد. فهل يذهب لبنان في هذا الاتجاه؟
اما الوجهة الثانية فهي واشنطن، حيث يعقد في ٢٩ الجاري اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي قد يُقنع خلاله نتنياهو مضيفه بأن لبنان يماطل والفرصة المعطاة له انتهت وبالتالي لا بد من استخدام إسرائيل القوة لضرب حزب الله. او ربما يطلب ترامب من ضيفه التريث لمنح الضغوط الدبلوماسية فرصة اضافية..
المشهد اذا ضبابي ومشدود، والاكيد ان لا مفر من خطوات جدية لجمع السلاح غير الشرعي، والا فإن الامور قد تذهب نحو ما لا تحمد عقباه، تختم المصادر




