تناولت الصّحف اللّبنانيّة صباح اليوم موضوع تسمية الرئيس السابق “نجيب ميقاتي” في الاستشارات النيابية الاثنين المقبل، لتكليف الحكومة. هذا الموضوع بات بارزاً منذ يومين على الساحة اللبنانية. فعنونت صحيفة “النهار” بالآتي:
الأكثرية لميقاتي الإثنين واختلاف بين “الحزب” و”التيار”
تلاحقت الأزمات في الأيام الأخيرة بشكل مخيف، وهذا اذا ما كان سيدل، فهو يدلّ على ما سيواجهه أي رئيس مكلف واي حكومة أتية جراء تركة مرعبة ومتراكمة من الازمات المالية والاقتصادية أولا، ومن ثم وهنا الأخطر، الازمات المعيشية والخدماتية التي تحولت الى كابوس جاثم على يوميات اللبنانيين. وبعد أن كانت قد تحوّلت الأنظار نحو تسمية الرئيس “ميقاتي”، الا أن هذا الاستحقاق المفصلي على أهميته الساحقة ظل دون مستوى الاستحقاقات المخيفة التي تسحق اللبنانيين في أسوأ ما عاينوه وعايشوه وشهدوه في تاريخهم. وما بات ضروريا في الآونة الأخيرة، هو ضرورة التفحص ما اذا كان نهج التعطيل الذي دفع بالحريري الى الاعتذار سيمضي قدما ام ان أصحابه بدأوا التراجع عنه.
وفي هذا السياق، فان الاستشارات النيابية الاثنين المقبل لا تزال عند موعدها حتى الساعة، الا في حال طرأت عوامل مفاجئة من النوع الذي سيشكل صدمة للمراهنين الكثر على عدم انقضاء الاثنين المقبل، الا ويكون اسم رئيس الحكومة المكلف قد صار مثبتا في مراسيم التكليف. لكن وبكلّ الأحوال، وفي ظل المعطيات، فإن تكليف ميقاتي بات مبدئياً حاصلاً، بالرغم من بعض المواقف السلبية لكتلتين مسيحيتين وازنتين اللّتين صرّحتا عن عدم تسميته. فموقف “تكتّل لبنان القوي” ، وموقف “الجمهورية القوية” وعدد من النواب المستقلين قد لا يمنعا من إعطاء ميقاتي مهمّة التكليف.
وقبل يومين من موعد الاستشارات النيابية، وبينما الكتل تستعد لحسم مواقفها من التسمية تباعا، علمت “النهار” ان لقاء يرجح انعقاده اليوم بين الرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي في العاصمة الفرنسية باريس قد يحمل معالم حاسمة لجهة موقف الحريري وكتلة المستقبل من تسمية ميقاتي او البقاء على خيار عدم التسمية علما ان تبني تسمية ميقاتي يبدو الخيار المرجح .
وفي المقابل، افيد ان اجتماعا للهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر” يفترض ان يكون عقد امس للبحث في موقفه من الاستشارات وسط مؤشرات الى ميل التيار لاتخاذ قرار بتسمية السفير نواف سلام في الاستشارات. وتحدثت معلومات إعلامية عن ان اجتماعا قد يعقد بين رئيس “التيار الوطني” النائب جبران باسيل وقيادة “حزب الله ” قبل الاثنين، للتشاور والتفاهم حول تسمية الرئيس المكلف بعدما برزت معالم عدم تفاهم بين الحليفين حول تكليف ميقاتي الذي يؤيده “حزب الله” وان الثنائي الشيعي لا يريد حسان دياب ثانيا، ولا يريد ايضا استفزاز الشارع السني، وبالتالي يعتبر ان ميقاتي هو الخيار الافضل اليوم. ولكن ربما لا يعلن باسيل موقف التيار الا في اللحظة الأخيرة وفي يوم الاستشارات .
ووفق معلومات “النهار” كانت قد حصلت سلسلة من الاتصالات والمشاورات المفتوحة بين الحزب وباسيل لترتيب رحلة الاستشارات المقبلة مع اعلان الحزب تأييده لميقاتي من دون اي شروط ، لكن باسيل أبلغ حليفه بأنه لا يقبل بتسمية ميقاتي ويرى في تكليفه صورة طبق الاصل عن تجربة الرئيس سعد الحريري . وأوضح باسيل وفق هذه المعلومات بصراحة بأنه لا يتقبل ميقاتي في رئاسة الحكومة وانه من الافضل البحث عن اسماء سنية اخرى يعتبرها أفضل من ميقاتي في هذه المرحلة الى حين انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.
وتشير المعلومات الى انه بعد استماع قيادة “حزب الله ” الى وجهة النظر العونية في اليومين الاخيرين عمدت الى رفضها على اساس ان مثل هذه الخيارات لا تساعد في تشكيل الحكومة ومن دون النيل من الاسماء المطروحة التي تربطها علاقات معه مثل كرامي .
وكان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اعلن بعد اجتماع كتلة “الجمهورية القوية” في معراب عدم تسميته اي شخصية الاثنين.
أما خارجياً، برز موقف عربي اتجاه الملف اللبناني، وهذا ما كشفه وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعد لقائه وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن في واشنطن، وقال وزير الخارجية القطري “لقد بحثنا المساعدات التي تم تقديمها للقوات المسلحة اللبنانية وأيضاً محاولة الدفع نحو استكمال العملية السياسية لتشكيل حكومة مؤقتة على الأقل تقوم بدورها في العمل مع صندوق النقد الدولي والبرنامج الإصلاحي فيها، وللأسف بعد استقالة الرئيس سعد الحريري بدأ الأمل يضعف قليلا”. وأضاف، أن “قطر التي تلعب دوراً في لبنان تدفع نحو تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن حكومة مهام تقوم بإصلاحات واسعة مطلوبة الآن وحتى الانتخابات. والإصلاحات مطلوبة في قطاعات كثيرة والشعب اللبناني عانى كثيراً في فترة الغياب التي مر بها لبنان ونحن نحاول قدر الإمكان مع الأطراف كلها تقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى”.
في المقابل، ووسط هذه الأجواء، برزت تطورات متلاحقة امس في ملف التحقيقات الجارية في انفجار مرفأ بيروت من خلال مثول قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي امام المحقق العدلي وإرجاء الجلسة الى الثاني من آب المقبل. الا أنّه من الواضح أن هذا الأمر لا ينطبق على اللّواء “عباس ابراهيم”، فلا ملاحقة لابراهيم ويبدو أن تعطيل عمل القاضي بيطار بدا جليا.
ففي هذا الاطار، اعلن مكتب الإدعاء في نقابة المحامين في بيروت الخاص بفاجعة 4 آب 2020، في بيان، وأبرز ما جاء فيه:
“نُفاجأ أن حضرة المحامي العام التمييزي وضع مطالعته، بتاريخ اليوم، بشأن إذن ملاحقة المدير العام للأمن العام، والتي يبدو أنها تذهب بإتجاه إنتزاع صلاحية المحقق العدلي بالملاحقة وتعطيلها.”
أما “صحيفة الجمهورية” فعنونت التالي:
لدغتان بسمّ التعطيل
في ظل الاجواء المحيطة والتي تظهر احتمالية تسمية الرئيس السابق “نجيب ميقاتي”، فإنّ الرئيس الحريري لن يكون بعيداً عن تسمية ميقاتي – إن قبل في تولّي هذه المهمة – والقرار سيُتخذ في اجتماع لكتلة المستقبل برئاسة الحريري قبل استشارات الاثنين.
وقالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»: «إنّ تريّث ميقاتي في إبداء موقفه النهائي أمر طبيعي، فأمامه تكليفان ملدوغان بسمّ التعطيل والتفشيل، وبالتالي من الطبيعي أن يخشى أن يتعرّض تكليفه للدغة سامّة تطيح به عند أول مفترق، ينتهي مصير تكليفه إلى ما انتهى إليه التكليفان السابقان». فمما لا شك فيه، أنّ ميقاتي ينتظر لمعرفة وجهة المواقف الاقليمية والدولية حيال تكليفه ، وما اذا كانت ستعطيه الضوء الاخضر لانطلاق حكومته والبدء بحل الازمة. هذا وما يهم ميقاتي ايضا هو جسّ نبض فريق رئيس الجمهورية، الذي وفي حال اجتاز مرحلة التكليف بعد ان يتم الاتفاق عليه، فهل سيمنحه “فريق العهد” ليونةً في التعاطي، وتسهيلا في مهمة التأليف، أم أنّه سيبقى متربّعاً على شجرة الشروط والمعايير التي تسلّق عليها في فترة تكليف الحريري، وأدّت في نهاية المطاف إلى أعتذاره بعد 9 أشهر من المماحكات.
وتجزم المصادر، بأنّه حتى ولو تمّ تكليف ميقاتي، فإنّ العبرة تبقى في التأليف، وفي النوايا الصادقة في عدم أسر البلد من جديد خلف قضبان التعطيل.
وتخلص المصادر إلى القول: «المرجّح اكثر من أيّ امر آخر، هو أنّ التكليف – إنْ حصل الإثنين- سيترنّح ويتأرجح بين منطقين متعارضين، ولن يتأخّر تصادمهما في إطلاق إشارة العدّ التنازلي للإعتذار سريعاً عن عدم التأليف، وعندها سنعود إلى الدوران في دوّامة التعطيل والمعايير من جديد، إلى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً».
وصحيفة “نداء الوطن” فكتبت التالي:
“القوات” لا “تغشّ” الناس… والميثاقية المسيحية على عاتق “عين التينة”
ميقاتي… إلى “مسلخ” باسيل؟
بعد توارد تحذيرات عدة عربية وغير عربية حيال تدهور الوضع في لبنان من سيّء الى أسوأ، ولعلّ أبرزها وأخطرها في الآونة الاخيرة جاء على لسان الخارجية من العاهل الأردني، الذي كان أول من رصد “الهلال” الإيراني في فضاء المنطقة، وأصبح اليوم يرى في الثقب الأسود اللبناني ما ينذر بأنّ الأوضاع ذاهبة إلى “تدهور خلال أسابيع”، كما حذر من واشنطن، ناهيك عن تحذير “فورين بوليسي” من أنّ انهيار لبنان “سيخرج الصراع الخفي بين إيران وإسرائيل إلى العلن”.
قطر بدورها لم تعد تراهن على أي إصلاح يخرج من الطبقة الحاكمة، فأكدت على لسان وزير خارجيتها أمس أنّ “الأمل بدأ يضعف بتشكيل حكومة لبنانية موقتة تقوم على الأقل بدورها في العمل مع صندوق النقد الدولي والبرنامج الإصلاحي”… ورغم ذلك وحسب ما كتبت صحيفة الوطن “لا تزال الأكثرية الممسكة بزمام السلطة “تستهبل” الداخل والخارج بمناورات حكومية، وجديدها دخول الرئيس نجيب ميقاتي الاثنين “مقصلة” التكليف ليكون “كبش فداء” عن الرئيس سعد الحريري في “مسلخ” شروط رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل للتأليف.”
وتجدر الاشارة، الى ان “عشية الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا، بادر باسيل إلى التصدي لميقاتي بإعلان تسمية السفير نواف سلام من قبل “التيار الوطني” يوم الاثنين، ليضرب بـ”حجر” ترشيح سلام “عصفورين”، الأول يرمي من خلاله إلى استخدام اسمه “مطية” للتقرب من الولايات المتحدة، والثاني يرمي من خلاله إلى “حرق” اسمه بالتكافل والتضامن مع “حزب الله” لعلمه سلفاً باستحالة حصوله على أكثرية أصوات التكليف. ”
وبحسب الكاتب، “من رابع المستحيلات الوصول إلى أي إصلاحات أو تغيير في النهج والممارسة طالما الثنائي عون – “حزب الله” وحلفاؤهما ممسكون بزمام السلطة”. وعليه، اعتذرت “القوات اللبنانية” عن تسمية أي شخصية لرئاسة الحكومة وذلك على خلفية عدم المساهمة في “غش الشعب اللبناني وإضاعة المزيد من الوقت عليه بعمليات تجميل لا طائل منها”، فأعلن رئيس الحزب سمير جعجع رفض كتلة “الجمهورية القوية” تسمية أحد في الإستشارات الملزمة، إيماناً منها بأنّ الانتخابات النيابية مفتاح الحل الوحيد “في الوقت الراهن لإعادة إنتاج السلطة وفتح مجال فعلي لبدء عملية الإنقاذ المطلوبة”.
وفي المقابل، أخذ رئيس مجلس النواب نبيه بري على عاتقه حلّ معضلة “الميثاقية” لتكليف ميقاتي، فبدأ “تجميع” الأصوات المسيحية في “وعاء” الاستشارات، حاشداً أصوات نواب “المردة” والنواب المسيحيين المنضوين في بعض الكتل وآخرين مستقلين، الأمر الذي أكدت مصادر قوى 8 آذار أنه لن يلقى اعتراضاً جوهرياً من “التيار الوطني الحر” بعدما أخذ “حزب الله” على عاتقه حصر هذا الاعتراض ضمن أضيق حيّز ممكن بشكل لا يعيق عملية التكليف.
وبينما أهل الحكم يتقاذفون كرة التكليف والتأليف، تواصل كرة الانهيار تدحرجها على الأرضية الاجتماعية والمعيشية والمالية والاقتصادية والصحية في البلاد، حيث وبعد انقطاع الدواء والبنزين والمازوت، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر من مجاعة محدقة باللبنانيين، لا سيما وأنّهم باتوا “مهددين اليوم بحقهم في الحصول على الغذاء الكافي بسبب الارتفاع المستمر في أسعار السلع”، حسبما حذرت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، منبهةً إلى أنّ “الناس أصبحت عاجزة عن توفير احتياجاتها الغذائية الأساسية وتستبدل الوجبات الصحية بخيارات أرخص غير صحية مما يهدد أمنها الغذائي”.
وتوازياً، جاء تحذير منظمة “اليونيسف” من “خطر فقدان أكثر من أربعة ملايين شخص، إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب في لبنان”، لافتةً إلى أن “هذا الخطر يتزامن مع التفاقم السريع للأزمة الاقتصادية ونقص التمويل وعدم توافر المحروقات وإمدادات أساسية مطلوبة مثل الكلور وقطع الغيار”، مع الإشارة إلى أنّ “معظم محطات ضخ المياه ستتوقف تدريجياً في مختلف أنحاء البلاد في غضون أربعة الى ستة أسابيع مقبلة”.
وفي صحيفة “اللواء” أتت أبرز العناوين كالتالي:
باسيل مستمر في سياسة التعطيل!
فبرأي الكاتب، فإنّ “تحديد موعد الإستشارات النيابية الملزمة لا يعني أن الخطوة الأولى في تأليف الحكومة أصبحت مؤكدة، بل هي بحكم الأمر الواقع، مازالت إفتراضاً في عالم المجهول، طالما أن التأجيل يبقى وارداً في اللحظة الأخيرة، بحجة عدم التوافق على اسم رئيس الحكومة العتيد بين المكونات السياسية في مجلس النواب.”
وبرأيها ايضا هو ان اسراع القصر الجمهوري بتحديد موعد للاستشارات وابقائها على موعهد يأتي بمثابة رسالة لإبعاد شبهة التعطيل من قبله ورمي كرة النار نحو المجلس النيابي، الذي لم تتفق الكتل الكبيرة فيه على مرشح معين لتشكيل الحكومة الجديدة.
ردود الفعل الأولى من فريق العهد لم تكن مشجعة على التفاؤل بحصول تغيير في الذهنية والتعقيدات التي حالت دون الولادة الحكومية برئاسة الرئيس سعد الحريري. بل لعل العكس هو الصحيح، حيث تسارعت تصريحات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ونوابه، في الإعلان عن رفض تقديم أي تنازل للرئيس المكلف الجديد، فضلاً عن رفضهم المشاركة في التسمية، وعدم إعطاء الحكومة الثقة، رغم الإستمرار في التمسك بالوزارات السيادية والمنتجة التي حافظ الفريق العوني على الإحتفاظ بها، وفي مقدمتها وزارة الكهرباء والطاقة، ووزارة الدفاع، والخارجية، تُضاف لهما وزارة الداخلية المعنية بإجراء الإنتخابات النيابية المقبلة.
كلام التيار الوطني الحر المعادي لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وملاقاة رئيس القوات سمير جعجع لخصمه اللدود جبران باسيل في إتخاذ الموقف السلبي من التكليف المفترض لميقاتي، سواء بعدم التسمية، أو المشاركة وإعطاء الثقة للحكومة العتيدة، من شأنه أن يفضح مناورة تحديد مواعيد الإستشارات والقابلة للتأجيل في آخر لحظة، أو العمل على تعطيل عملية التأليف لأشهر أخرى، على إيقاع الإنهيارات والمجاعة والإفلاس الشامل، وشل قدرة الحكومة على السيطرة على الوضع الإجتماعي والإقتصادي والمعيشي، ولو أدّى ذلك إلى القضاء على ما تبقى من مقومات الدولة.
“المعركة الاستباقية التي فتحها باسيل باكراً ضد ميقاتي، وإضطرار جعجع للمسايرة في المزايدات المسيحية الشعبوية، عشية الإنتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل، تُشير إلى إحتمال بقاء البلد بلا حكومة فاعلة وقادرة حتى نهاية ولاية العهد الحالي!”
وكتبيت “جريدة الأنباء الالكترونية”
ترقّب لاتصالات حزب الله بباسيل… ميقاتي مكلّفاً الاثنين؟
في مواقف القوى، أشارت مصادر سياسية عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن ميقاتي يحظى بدعم حركة امل، حزب الله ضمناً من دون حسم اذا كان حزب الله سيسمي في الاستشارات أم أن موقفه يبقى مؤيداً سياسياً ومعنوياً، كتلة المستقبل بعد ما نُقل عن تأييد الحريري لتسميته، تيار المردة، الحزب السوري القومي الاجتماعي، ونواب مستقلين. في المقابل لا بد من رصد موقف رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحرّ اللذان يبحثان في إمكانية تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة، في موقف يشير الى تمايزهم عن الجميع، وايصال رسالة ايجابية للخارج.
بحسب ما تشير معلومات “الأنباء” الالكترونية فإن التسمية في التكليف تختلف عن مسار مرحلة التأليف والتي يريد فيها عون وباسيل فتح باب التفاوض، مع ميقاتي، وهنا تؤكد مصادر متابعة انه تلقى رسالة واضحة من عون بضرورة التفاهم مع باسيل، حول الحكومة، شكلها، حجمها وآلية توزيع الحقائب فيها.
وتتوقع المصادر المتابعة إمكانية حصول تواصل في اليومين المقبلين بين حزب الله وجبران باسيل للبحث في ملف تشكيل الحكومة. وقد يعمل الحزب على إقناع باسيل بالقبول بتكليف ميقاتي برئاسة الحكومة او بتسهيل مهمته بعد تكليفه، مقابل دعم شروط باسيل في عملية التأليف وفي الحصة التي سينالها.
تزامناً، لبنان على موعد مع أيام صعبة وقاسية على وقع انقطاع مادة المازوت بالكامل، وتهديد كل القطاعات بالشلل بدءا من المولّدات والعتمة التي تجتاح المناطق، مرورا بالقطاعات السياحية والسوبرماركت والمستشفيات، وصولاً الى رغيف الخبز وتلويح بعض الأفران بالاقفال أيضاً متى نفد مخزونها من المازوت.
وفي هذا السياق، أعلن نقيب أصحاب المخابز والأفران في لبنان علي إبراهيم عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية أن الأفران والمخابز لن تقفل، وذلك بعد أن تلقى اتصالاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أبلغه فيه أنه سيتم تأمين 500 ألف طن من المازوت للأفران بموجب قسائم تعطى للأفران من وزارة الاقتصاد، وعليه بدأ أصحاب الافران باستلام القسائم، وتعبئة المازوت، لكن هذه الكمية لا تكفي سوى لخمسة أيام.