سلايداتمحليات

ثقافة الرصاص..

كتبت: كفا عبد الصمد
نحزن نطلق الرصاص غضبا، نفرح نطلق الرصاص ابتهاجا… وبين هاتين الحالتين هناك من يذهب “فرق عملة”، يتواجد في المكان الخطأ، وفي الزمان الخطأ، يكون نصيبه رصاصة طائشة اظلت طريقها في السماء فاختارت جسده مكانا آمنا تستقر فيه…
لا اعرف الجذور التاريخية لهذه العادة القاتلة، لماذا نستخدم الرصاص في تعبيرنا عن مشاعرنا، وهل إطلاق الرصاص أصلا يروي الحاجة الى التعبير في داخلنا؟؟؟
والمضحك المبكي في الموضوع، ان كلفة إطلاق الرصاص باهظة وسط الإنهيار الإقتصادي الذي نعيشه، ومع ذلك من لديه هذه العادة السيئة يلجأ الى استخدام الرصاص للتعبير عن ما يخالجه مهما كلف الأمر..
لا يعيد الرصاص ميتا، ولا يزيد على الفرح فرحا، هو جهل بكل ما للكلمة من معنى، خطوة ناقصة في مجتمع تكفيه العاهات التي يحتويها، وتكفيه المشاكل التي يتعثر بها، لا داعي لأن نضيف إلى جهلنا جهل، ونستخدم الرصاص لغة في تعبيرنا عن مشاعرنا.. والملفت في الموضوع أن من يتفنن في إطلاق الرصاص غالبا ما يكون منتميا إلى احد الأحزاب، وكأن التجربة الحزبية في العالم أجمع بدلت الأنظمة وطورت المجتمعات، إلا في لبنان، قسمت البلد، عززت الطائفية، عززت سياسة الإستزلام وفرضت ثقافة الرصاص…
في الواقع يجب ان نعترف أخيرا اننا نعيش سكيزوفرينيا مخيفة، نحن مجمتع جائع لكن مطاعمنا تغص بالزوار… ثيابنا رقعت لكن الموضة لا تتأخر في طريقها الى متاجرنا.. مدارسنا تهالكت ولكن هناك من يجلس خلف أحد الأبواب ويقدم خططا واقتراحات.. نحن شعب يموت كل يوم الف موته، لكن هذا لم يمنعه ان يسرق لحظات حياة كلما سنحت له الفرصة.. لا نملك حق رغيف الخبز لكننا نملك ثمن رصاصة طائشة، تطلق من دون سبب، تفرغ الجيب وتنهك المشاعر من دون اي مبرر..
لبنان يا بلد الخير والحب والجمال، أرهقتنا بقصصك وسوالفك، فمتى الخلاص؟!..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى