كتبت: كفا عبد الصمد
قالوا سنعيش في عتمة كاملة وصدقوا… وعدوا بأن نشحذ رغيف الخبز وحققوا وعدهم… كل ما خططوا له حصل، سرقوا من جيوبنا اموالا بنت قصورهم وهدمت بيوتنا، سحبوا من رصيدنا ابسط الحقوق الإجتماعية، حتى انهم حرمونا الفتات الذي كنا قد ارتضينا العيش عليه، سخروا لخدمتنا تجار الدم، وعديمي الضمير، وبعد لم يكتفوا، الناس تموت من القهر والذل والجوع، وهم يتقاسمون الجبنة وكأن شيئا لم يكن وكأن هذا اللبنان مزرعة ورثوها عن أجدادهم يتحكمون بها كما يشاؤون…
غضبت الناس وافترشت الشوارع، ثارت واعترضت ومنعتكم من النزول الى الساحات، اتهمتوها بالعمالة، اخافتكم انتفاضتهم، افقهتوا عيون البعض، وسجنتوا بعضا آخرا، ووضعتم الأكثرية أمام هدف وحيد تأمين لقمة العيش، والبحث عن فرص للحياة حتى لو كانت على الهامش…
يا اولاد الزنى والحرام، يا تجار الدم ومهندسي الدمار، الم تسكروا بعد، لم تشبع بطونكم، وتهدأ طبيعتكم الفاسدة في العبث وسط الخراب..
شهر على العتمة الشاملة، نعيش حياة بدائية، نأتي بالماء من العين، نسهر على ضوء القمر، نخبئ المونة في النملية، نجفف الخضراوات والمأكولات، براداتنا لم تعرف النور منذ اسابيع، والأجمل من كل ذلك، اننا نستعين “بتشط” نانسي عجرم وجلستها الغنوجة في كليب “آه ونص”، لنغسل ملابسنا،صورة سمعنا عنها في الماضي والحمدالله نعيشها في زمانكم..
لم يعد الكلام مجديا، لو تملكون من الكرامة شيئا لاعتذرتم للبنان عما فعله فسادكم، وطلبتوا السماح من بيروت على إجرامكم، وايقنتوا ان الزمن لم يعد يجد مكانا لكم ولأتباعكم وسلالاتكم.. ارحلوا ارحلوا ارحلوا، انهكنا فسادكم، الحياة لا تستحق كل هذا التجبر، نريد ان نعيش احياء لا مجرد اجساد لارواح متهالكة…