خاص: ليبانون عاجل
عندما طالت سلسلة التفجيرات الإرهابية ثلاث فنادق في العاصمة الأردنية عمان وأدت إلى وفاة المخرج العالمي مصطفى العقاد، وجد نفسه مجدي مطر أمام مسؤولية إجتماعية وفنية، وكتب مسرحية “آخر خمس عشرة دقيقة”، شارك بها في العديد من العروض المحلية والعالمية لأكثر من عقد، بهدف جمع التبرعات لإطلاق منحة دراسية مخصصة لدعم المسيرة المهنية للفنانين من القادمين الجدد والمهاجرين الناشئين. أراد بومطر أن يتحدث عن المخرج السوري العالمي العقاد، وفي الوقت نفسه يعزز دور الفن في خدمة المجتمع وتطويره، ويجعل منه وسيلة عبور الطاقات المميزة إلى النو.. لكن المبادرة لم تكتمل بسبب رحيل مجدي المفاجىء والمبكر، لهذا يجدد مسرح “أم تي سبايس” الذي أسسه بومطر، لرض “آخر عشرة دقيقة” على مسرح ريجستير تياتر في كندا في الأول من ديسمبر، مع “حملة ثلاثاء العطاء” التي ستطلقها “أم تي سبايس” لجمع التبرعات للمنحة الدراسية المقدمة بإسم مجدي بو مطر، على أن تخصص المنحة لتقديم الدعم المادي والتوجيه الفني. وسيتم العرض المسرحي بمشاركة الفنان بديع أبو شقرا في دور مصطفي العقاد.
لماذا بديع أبو شقرا، لأنه ومجدي بو مطر رفاق درب، وأصدقاء أيام بيروت الجميلة، ورحلة الإغتراب التي لا تنتهي… مجدي بو مطر طاقة فنية تفتحت براعمها على مسارح بيروت وفاح عبيرها في الأصقاع، شكل مع الممثل بديع أبو شقرا حالة فنية أوصلت صورة الفن اللبناني إلى كندا بطريقة لا تشبه غيرها. وقد يكون خير من ينجح في إيصال الصورة التي أرادها مجدي، بديع أبو شقرا كونه الأقرب إليه فنيا، عاصره وإختبر معه محطات متنوعة عندما كان مقيما في كندا.
تتبنى مسرحية “آخر خمس عشرة ثانية” حوار متخيل بين العقاد ورواد جاسم محمد عابد الإنتحاري الذي نفذ التفجير، وتعرض تفاصيل متخيلة من حياة وذكريات كل من الضحية وقاتلها في وقت وقوع الإنفجار. هذا ونالت المسرحية استحسان النقاد وحازت على عدة جوائز وعرضت الجولة الأولى منها في الأردن وسوريا ولبنان في نوفمبر 2010. وكان من المقرر أن تعرض المسرحية بعد جائحة كورونا، في جولات متعددة في صيف وخريف 2022، في كل من المانيا ومصر وتونس والمغرب، لكن القدر كان أسرع وخطف مجدي بو مطر على غفلة، وها هي اليوم تعود لتحقق الغاية الإجتماعية المرجوة منها والتي طاملا سعى إلى تحقيقها مجدي.
تجدر الإشارة إلى أنه سيتم الإعلان عن إسم الفائز على المنحة في مهرجان إمباكت 2023 الذي يقام كل سنتين. وتركز أم تي سبايس حاليا على إيجاد شركاء وجهات معنية بالمنح للمساعدة في إستمرارية المنحة.
وتوجه الفنان بديع أبو شقرا في رسالة باللغة الإنكليزية، تمنى فيها أن تكون المشاركة كبيرة وواسعة حتى تحقق مبتغاها، وقال: “اطلب مساعدتكم لدعم إستمرارية الأثر الذي تركه مجدي من خلال المساهمة في التبرعات للمنحة الدراسية التي تؤسس أكراما له… فكونوا كثار”.