سلايداتمقالات

هل طار تيّار التفاهم مع حزب الله..؟

كتب الوزير السابق جوزف الهاشم:

يـوم تـمَّ ذلك التزاوج الماروني – الشيعي تحت أنظار مـار مخايل، قلنا: إنّ أفضلَ وصـفٍ لهذا التعاقد هو فَـنُّ المعاكسة.

 

لأنّ الفوارق المتعارضة بين الجانبين قيادةً وبيئـةً تتخطّـى زواج المتعـة، ولأنّ زعامة العماد ميشال عـون على شعب لبنان العظيم، قامتْ على قـرْع طبول الحرب ضـدَّ سوريا حتى تكسير الرؤوس، وعلى مجابهة حـزب اللـه وتجييش النفوس ضـدّه في لبنان وسائر الكونغرس الأميركي.

 

 

 

 

وكرّرنا اعتقادنا في هذا المجال، وكان آخـر مقال منذ شهر، حين بـدَتْ الإهتزازات تُنذر بالإفتراق.

 

 

 

 

المعادلة بين الجانبين كانت تخضع للقاعدة القائلة: الغايةُ تبـرّر الوسيلة في تحقيق المصالح المتبادلة، الثنائية الشيعية إنْ تعزّزت بثنائية شيعية – مارونية، فقد تؤمّـن لحزب اللـه غطاءً يحصّن بـه نفوذه الداخلي وامتداده الإقليمي ويبرّد وطـأة الضغط الخارجي.

 

 

 

وفي المقابل: كانت مكاسب التيار العوني، تحقيق الهيمنة على الحكم عبـر رئاسة الجمهورية والحصص الفضفاضة في المقاعد الوزارية والنيابية، واحتكار وظائف الدولة ومؤسساتها…

 

 

 

 

على أنّ التيار، وفي إطار الإستزادة بالمطالب، راح يعتبر أنّ معادلة التفاهم ألحقتْ بـه غبْـناً، لا مجال للتعويض منه إلاّ بما يُؤمّن للنائب جبران باسيل خلافة رئاسية عونيّة.

 

 

 

وعندما اقتصر الأمر على اعتبار رئيس التيار ممّـراً إجبارياً للرئاسة، إنتفض فيه الرفض ضـدّ أي مرشح آخـر عبر سلسلة من التعجيزات السياسية، والإنذارات المبطّنة لحزب اللـه، أفصح عنها في مقابلة تلفزيونية لمحطة «الجديد -2/11/2022» في قوله:

 

 

 

«أنا أبـن بيئة مسيحية لا أقول إنني قريبٌ من حزب اللـه إيديولوجياً وفكرياً وعقائدياً…»

 

 

 

هذا يعني مسيحياً ما قاله المسيح: «لا يقدر أحـدٌ على خدمة سيدين» (متى: 6 – 24).

 

 

 

 

وهذا يعني سياسياً أنّ التيار سار بعكس التيار مع حزب اللـه، وعندما تنتفـي الغاية تتحوّر الوسيلة وتتبدل.

 

 

 

أما بعد، فلا بـدّ من سؤال واستنتاج…

 

 

السؤال.. لو أنّ حـزب اللـه تبنّـى ترشيح النائب جبران باسيل، هل كانت الميثاقية تعرّضت للإنتهاك..؟

 

 

 

وهل كانت الميثاقية محقّقـة في الحكم، والميثاق في القاموس: هو العهد، والميثاقية في العهد لم تكن إلاّ ميثاقية الـذات وتحالفات مضادّة في وجـه تحالفات.

 

 

 

وأمّـا الإستنتاج فيتعلّق بما يعنيه كلام رئيس التيار في مؤتمره الصحافي أمس الأول.

 

ـ «مشكلتنا مع الذين نكَثـوا بالإتفاق ومع مَـنْ نفـخَ زنود «الميقاتي» وشغّلوه…»

 

ـ «سنطبّق اللاّمركزية الموسعة إن لم يكن بالقانون فبقوّة الأرض… وكأنّه يهدّد بالطلاق تناغماً مع رئيس الكتائب سامي الجميل».

 

ـ «كل واحد عنده سلاح، دورنا ووجودنا استراتيجيتان كسلاح المقاومة».

 

 

 

هل هذا يعني فـكّ ارتباط أوْ يعني التحدّي والمواجهة…؟ يتحدّون مَـنْ ويواجهون بماذا…؟

 

وهل بـات علينا أنْ نلجأ إلى تحقيق استراتيجيّتين دفاعيّتين لمعالجة سلاح حـزب اللـه وسلاح التيار الوطني الحـر…؟

 

 

 

يا جماعـة:

 

البلدَ مدمَـرٌ يتناثرُ أجزاءً مبعثرة في مهـبّ الريح…

 

السفينة حطمتّها العاصفة وكلُّ واحدٍ يتعلّق بخشبة…

 

والشعب يتلّهب بسعيرٍ جهنّمي وفـوق السعير تراكمون الحطب…

 

ويا رئيس مجلس النواب:

 

 

 

يقول سقراط: «من السُخْفِ أنْ نختار الحكم بالقرعة»..

 

وهل هناك سخـفٌ أكثر مما نحن فيه.

 

تفضلّوا واختاروا رئيساً للجمهورية بالقرعة وخلّصونا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى