كتبت د. فاديا كيروز في اللواء:
يبدو أن العقل الألكتروني أصبح أكثر ذكاء، وأفضل أداء، وأحسن كفاءة، وآكاد أقول أشدّ إنسانية، من العقل البشري!
حالة الحيرة والقلق السائدة في لبنان، وما تسببه من توتر في حياتنا اليومية، دفعتني إلى اللجوء إلى الذكاء الإصطناعي، بعدما فقدت الثقة، مثل غيري من اللبنانيين،
بقدرة أهل الحل والربط في المنظومة السياسية، موالاة ومعارضة، على إيجاد المخارج المناسبة للأزمات التي نتخبط فيها، لأن فشلهم المستدام، والنكايات الكيدية، والخلافات المزمنة، كلها عوامل، وغيرها كثير، أوصلت البلاد والعباد إلى ما نحن فيه من ضياع وإنهيار وإبتعاد عن البحث في الحلول العقلانية، وإتخاذ القرارات الجريئة.
سؤالي لموقع chatgpt كلن مختصراً: ما هي أسباب القلق عند اللبنانيين في الفترة الأخيرة؟
وخلال ثوانٍ كان الجواب يظهر أمامي بسرعة تسابق سرعة الضوء، و يحدد الأسباب الفعلية التي دفعت اللبنانيين إلى جحيم الأزمات. وأورده هنا بالنص الحرفي:
اللبنانيون يعانون من قلق متزايد في الفترة الأخيرة بسبب عدة عوامل:
1.** الأزمة الاقتصادية المستمرة**: تدهور قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار بشكل كبير، مما أدى إلى تراجع القوة الشرائية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
2.** انهيار النظام المالي** البنوك تفرض قيودًا على السحب والتحويلات، مما أدى إلى فقدان الثقة بالنظام المصرفي.
3.** عدم الاستقرار السياسي**: الصراعات السياسية المستمرة وعدم القدرة على تشكيل حكومة فعالة تعيق اتخاذ قرارات إصلاحية.
4.** الفساد والحوكمة السيئة**: انتشار الفساد في مؤسسات الدولة وفشل الحكومات المتعاقبة في تقديم خدمات أساسية.
5.** تدهور الخدمات العامة**: انقطاع الكهرباء، نقص الوقود، وتدهور خدمات الصحة والتعليم تشكل ضغطًا إضافيًا على المواطنين.
6.** الأزمات الأمنية**: التوترات الأمنية والمخاوف من حدوث اشتباكات أو تصعيد أمني تزيد من حالة القلق.
كل هذه العوامل تخلق بيئة من عدم اليقين والخوف حول المستقبل، مما يدفع اللبنانيين للقلق بشأن حياتهم اليومية ومستقبلهم.
غني عن القول أن الإجابة الفائقة السرعة في تحديد أسباب التأزم والقلق عند اللبنانيين، هي صحيحة وتعبر عن الواقع المرير الذي يعيشه اللبنانيون منذ خمس سنوات، دون أن تستطيع الدولة وأهل القرار تحديد الحلول المناسبة لمعالجة تلك الأزمات، ولا التوافق على الصيغة المناسبة لاستعاضة عافية البلد، وإعادة الثقة المفقودة، بأهل السياسة، في الداخل والخارج.
ولكن فضولي الشخصي، وإعجابي المتزايد بهذه التقنية المتطورة، جعلني أمضي قدماً في محاكاة العقل الألكتروني، طارحة سؤالاً عن الحلول المناسبة للأزمة في لبنان.
أذهلني الجواب، ليس بسرعته الخارقة وحسب، بل بمستوى الخطة المتكاملة لخروج لبنان من أزمته المعقدة، فيما الحكومة مازالت تُناقش المشاريع العقيمة، دون أن تمسك بطرف المسار المؤدي إلى الحلول الجذرية لمسلسل الإنهيارات التي تحيط بالوضع اللبناني.
ولكن .. ما هي الحلول التي إقترحها العقل الألكتروني لإنقاذ لبنان من عسرته الراهنة؟