
كتبت يولا هاشم في المركزية :
بين تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من جهة بأنه سيطبق سياسة “المطلة مقابل بيروت” بعد إطلاق الصواريخ من لبنان، وبين دعوة واشنطن من جهة أخرى، لبنان واسرائيل الى إطلاق المسار الدبلوماسي لحل الملفات الثلاثة العالقة بينهما (النزاعات الحدودية البرية بين إسرائيل ولبنان؛ قضية السجناء اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل وشروط انسحاب إسرائيل من خمسة مواقع متبقية في جنوب لبنان) بشكل متوازنٍ عبر 3 مجموعات عملٍ على 3 ملفاتٍ، يبدو ان هامش التحرك أمام لبنان يضيّق. فهل يأخذ بنصائح واشنطن للحل الدبلوماسي ام يقع الفأس في الرأس وتعود الحرب؟
العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد لـ”المركزية” ان “الحرب هي ممارسة السياسة بوسائل أخرى. عندما تفرغ الآمال السياسية يذهب فريق الى الصدام. واليوم، يعتبر الاسرائيلي ان الحرب ليست سياسة وان استراتيجية الحرب للوصول الى الأهداف لا تكون عبر السياسة، لكن عندما سُمح للاسرائيلي بأن يجتزّ فكرة المقاومة سواء من غزة أو الضفة الغربية أو لبنان، من خلال مواقف السلطة الوطنية الفلسطينية أو المواقف العربية التي اعتبرت أن حركة “حماس” هي من سببت كل هذه المشاكل، استغلت اسرائيل هذا الوضع واعتبرت ان أي مكان توجد فيه مقاومة يعني أن هناك موافقة عربية لأن تقوم بما تنوي القيام به. وهذا الوضع صعب”.
ويشير الى ان “الفريقين الايراني والأميركي يتأهبان في المنطقة. الاميركي يُصعّد ويجهز عسكره وصولًا إلى نفاد فكرة التوافق مع ايران، والايراني في المقابل يجهّز ويصعّد كلاميًا وربما عسكريًا، صحيح أن يده فرغت من الأذرع لكنه يمتلك الأسلحة التي اعتمدها كاستراتيجية اي الهجوم الصاروخي بدل الدفاع، أي أنه يقوم بهجمات صاروخية بديلا للدفاع لعدم توفر الطيران الحديث وجهاز دفاع جوي جديد لديه. لذلك، فإن الفريقين الاميركي والايراني ينتظران مصير الصفقة الموعودة. الاميركي ينتظر الصفقة والايراني ليس بعيدا. لكن ضمن هذا الجو، ما يجري في الجنوب اللبناني ينتظر أيضًا. الدبلوماسية تترقب الرأي الاميركي والى أين سيصل الضغط باتجاه دفع لبنان لينفذ ما يريده ويرغبه الاسرائيلي، وإلا سيُسمح لاسرائيل أن تقوم بعملها. لكن، شخصيًا، لا أرى أكثر من سياسة المعركة بين الحروب التي تعتمدها اسرائيل بموافقة اميركية، وفي كل مرة يطورها باتجاه معين، هذه المرة طورها باتجاه الضاحية. هناك كلام من مصدر رسمي لبناني بأن المطار والمؤسسات الرسمية مُحيّدة عن الاستهداف الاسرائيلي. الى أي مدى سيحترم الاسرائيلي هذا الالتزام، أو يحافظ الاميركي على هذا الحظر، لا نعلم”.
ويختم ملاعب: “الاميركي وضع أمام اللبنانيين نوعاً من صيغة قد لا تصل الى التطبيع، لكن تتفادى العسكرة والقتال وهي اللجان الثلاث التي اقترح إنشاءها عبر رئيس لجنة مراقبة الهدنة وهي لجنة للمخطوفين وأخرى للانسحاب ولجنة لترسيم الحدود. يصرّ الاميركي بأن تكون بمشاركة سياسية وليس فقط بلجان ذات طابع عسكري، ودولية، بل تكون قريبة لاتفاق 17 أيار من دون تطبيع، فواشنطن يجب ان تأخذ في الاعتبار ان لبنان لا يستطيع التطبيع وهو على حدود سوريا التي لم تُطبِّع بعد. هو بلد صغير وعمقه العربي يمنعه من ذلك، كما ان كل صِلاتنا موجودة مع العالم العربي عبر سوريا، ولذلك لا يمكن ان يكون التطبيع خلاصة لأعمال هذه اللجان. انما قد نصل الى ما يشبه 17 أيار”.