
انتشرت صور لمئات الأشخاص، معظمهم شبه عراة، وهم يجلسون أمام أنقاض منازلهم المدمرة في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، مما أثار موجة من الغضب والتنديد العالمي. تمثل هذه الصور جزءًا من الحملة العسكرية العنيفة التي تشنها إسرائيل على شمال قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين، محاصرةً مئات الآلاف في ظروف مأساوية وصعبة.
وفقًا لشهود عيان، فإن الجيش الإسرائيلي اعتقل السكان خلال محاولتهم الفرار من منازلهم وأمرهم بالتجرد من الملابس. حيث تم احتجازهم لساعات في الهواء الطلق، وهو ما يتعارض مع المعايير الإنسانية المتعارف عليها. وأكد أحد الشهود، مهند خلف، أنه كان يحاول الهروب مع عائلته عندما تعرضوا للاحتجاز، مما أدى إلى وضعهم في موقف قاسٍ حيث طُلب منهم البقاء في ملابسهم الداخلية فقط، مما عكس مدى الانتهاكات التي يتعرضون لها.
الجيش الإسرائيلي في بيان له عزا هذا التصرف إلى بروتوكولات التفتيش الروتينية، موضحًا أنه يتم احتجاز الأفراد المشتبه في تورطهم في أنشطة إرهابية. وفي الوقت الذي أكد فيه أن المعتقلين يعاملون وفقًا للقانون الدولي، أقر بأن هذه العمليات قد تتضمن تجريد المعتقلين من ملابسهم لضمان عدم إخفاءهم لأي أسلحة أو متفجرات.
ومع ذلك، فقد أثار هذا التصرف استنكارًا واسعًا من منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة. إذ أكد الصليب الأحمر الدولي أن عمليات التفتيش العاري يجب أن تتم فقط في حالات الضرورة القصوى، وبما يراعي كرامة المعتقلين. كما وجدت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة أن التعري القسري كان يستخدم بشكل متكرر لإهانة وإذلال الضحايا.
تستمر الضغوط الدولية على إسرائيل لتفسير هذه الممارسات ولوقف الانتهاكات التي تؤثر بشكل كبير على المدنيين في غزة. إن الصور والمشاهد المؤلمة التي تظهر في جباليا تذكير صارخ بحجم المعاناة الإنسانية في هذه المنطقة، وتدعو إلى الحاجة الملحة للتوصل إلى حل دائم يتسم بالعدالة والكرامة للجميع.