سلايدات

الإشتراكي سلَم سلاحه ولا بيان يؤكدّ المؤكّد…ماذا عن “الحزب” والمخيمات؟

كتبت جوانا فرحات في المركزية:

ليس تشكيكاً بكلام الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في المؤتمر الصحافي الذي عقده منذ أيام في كليمنصو وأعلن فيه عن تسليم السلاح الذي كان موجودا في مكان ما لدى الحزب للجيش اللبناني. لكن الغموض الرسمي الذي اكتنف عملية التسليم يطرح جملة تساؤلات. ما هو السلاح الذي استلمه الجيش اللبناني، وهل سلم الحزب كامل السلاح، والأهم لماذا لم يصدر أي بيان رسمي في هذا السياق عن قيادة الجيش أو الحكومة؟

في المؤتمر الصحافي الذي عُقد بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، قال الوزير السابق أنه أبلغَ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في زيارته إلى بعبدا للتهنئة، بأنَّ هناك سلاحًا في موقعٍ ما في المختارة و”طالبته بأن يتسلّم الجيش هذا السلاح، وأجرى بدوره اتصالاته مع الأجهزة المختصة وانتهى التسليم منذ 3 أسابيع أو أكثر”. وعزا أسباب تأخر الإعلان عن عملية التسليم إلى ” الحروب التي كانت دائرة في كل مكان، واليوم يبدو أن الحروب توقفت على أمل أن يدوم هذا الاستقرار”.

خطوة جريئة وذكية في التوقيت. فالتسليم جاء في اللحظة التي تحمل عنوان تسليم سلاح حزب الله للدولة ، وقد قالها جنبلاط “السلاح يجب أن يكون بيد الدولة، لذلك إذا كان هناك من حزب لبناني أو غير لبناني يمتلك السلاح فيجب أن يسلمه بالطريقة المناسبة للدولة، فالسلاح الأفعل للأجيال الُمقبلة ليس السلاح العادي أو التقليدي للمواجهة، بل الذاكرة، لذلك يجب أن نورث ذاكرة البطولات والمقاومين الإسلاميين والوطنيين”.

ومنعا لأي التباس أو تساؤلات كشف جنبلاط النقاب عن مصدر هذا السلاح الذي وصل إلى الحزب الإشتراكي تدريجيا “بعد أحداث 7 أيار من العام 2008 وتحديدا خلال التوتر الذي كان حاصلا بين حزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي، وأدّى إلى سقوط ضحايا من الجانبين وعملتُ آنذاك جاهدًا مع الدولة وحتى “الحزب” وتواصلت مع الحاج وفيق صفا وطوقنا الموضوع، لكن السلاح وُجد، وقسم منه جرى شراؤه، ووجد في بعض المناطق وعملتُ على تجميع هذا السلاح مركزيًا، وهو سلاح خفيف ومتوسط بالإضافة إلى بعض الرشاشات الثقيلة وسلّم إلى الدولة وفتحت صفحة جديدة في الشرق الأوسط”.

مما تقدم به جنبلاط يمكن القول إن سلاح الحزب الإشتراكي سُلّم إلى الجيش لكن لماذا التكتم الرسمي من قبل الأوساط الرسمية والعسكرية على عملية التسلم علما أنه تم الإعلان عنها أمام الرأي العام؟

رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن المتقاعد هشام جابر يؤكد لـ”المركزية” أنه لمجرد أن أعلن الوزير السابق وليد جنبلاط عن عملية  تسليم الحزب الإشتراكي السلاح إلى الجيش اللبناني فهذا يعني أنه حصل . لكن هل تم تسليم سلاح الحزب أم كل السلاح؟ إذا كان “سلاح” الحزب فهذا يعني أن التسليم ليس بالكامل، أما “السلاح” فيعني أن الحزب سلم كامل السلاح”.

حتى اللحظة يتابع العميد جابر لا جواب على هذا السؤال إذ لم يصدر أي بيان عن قيادة الجيش أو وزير الدفاع أو الحكومة في هذا الصدد وهذا كان ما يفترض أن يحصل.ويعتبر جابر أن الخطوة التي قام بها جنبلاط جاءت لحث كل الأحزاب التي تملك السلاح إلى تسليمه للدولة، وخيراً فعل. لكن لا يجب دمج مسألة نزع السلاح من كل الأحزاب بعملية نزع سلاح المخيمات الفلسطينية. ويسأل “هل تملك الدولة معلومات عن السلاح الموجود لدى الأحزاب اللبنانية علما أنها تنفي ذلك مجتمعة. لكن الخطوة التي قام بها الحزب الإشتراكي تثبت أن لدى كافة الأحزاب سلاحا مخبأ ويجب تسليمه تزامنا مع نزع سلاح حزب الله”.

في ما خص سلاح المخيمات الموضوع يختلف . فسلاح الأحزاب اللبنانية يتم جمعه ضمن استراتيجية دفاعية واضحة المعالم لكن حتى اليوم لم تتشكل لجنة لوضع خارطة طريق لجمع المعلومات وتسليم السلاح إلى الدولة.

أما السلاح الفلسطيني فهو في منأى عن هذه الاستراتيجية، إذ لا يمكن إعادته إلى الفصائل ومنظمة التحرير الفلسطينية كما الحال مع الأحزاب اللبنانية في حالات الحرب. أيضا يجب التنبه إلى أن موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من عملية تسليم سلاح المخيمات إلى الجيش اللبناني لا يُبنى عليه، لأنه، أي عباس لا يمون إلاً على جماعة فتح. أما مسألة السلاح الموجود لدى باقي الفصائل الفلسطينية فيجب على الدولة أن تفتح القنوات الديبلوماسية مع الدول العربية التي تمول هذه الفصائل بالمال والعتاد.

لا ينكر العميد جابر دقة مسألة نزع سلاح حزب الله ويقول في السياق” سلاح المقاومة له اعتبارات أخرى ويجب أن يُبحث على حدى”. واستطراداً لا يعتبر ان الخطوة التي قام بها رئيس الحزب الإشتراكي جاءت من باب الإستفزاز”على العكس أراد أن يشجع باقي الأحزاب على القيام بنفس المبادرة بمعنى آخر أراد أن يقول لهم”سلّموا كما سلَّمت”.

ويختم العميد جابر مكرراً ضرورة أن يصدر بيان عن قيادة الجيش أو وزارة الدفاع يتضمن تفاصيل عملية التسلم والتسليم وأن يٌطرح السؤال على الحكومة حول عدم صدور أي بيان رسمي فإذا لم يصر إلى تسليم السلاح، عليها أن تقر بذلك، وإذا حصل ونحن لا نشكك طبعا بكلام الوزير جنبلاط عليها أن تكشف عن التفاصيل بشخص وزير الدفاع. هذا ما يجب أن يحصل. أما لماذا لم يصدر بيان حتى الآن “لا أعرف ولا أريد أن أفترض”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى