سلايدات

اتفاق غزة يُربك الحزب: سلاح بلا قضية

كتب شربل مخلوف في المركزية:

 منذ إعلان حركة “حماس” معركة “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول 2023، ومنطقة الشرق الأوسط تشتعل بالصراعات. فبعد هذا الإعلان، دخل”حزب الله” في معركة “إسناد واشغال” دعمًا للقضية الفلسطينية، على حدّ تعبيره.

بعد مرور عامين على هذه الحرب المدمّرة، التي كبّدت “حزب الله” و”حماس” خسائر هائلة، استسلمت الأخيرة للأمر الواقع، وذهبت في اتجاه السلام بعد توقيعها اتفاقًا لوقف النار مع إسرائيل سُمّي “اتفاق غزة”.

انطلاقًا من هذا الواقع، بات “حزب الله” وحيدًا، فما الجدوى من استمرار تمسّكه بسلاحه؟
يؤكد الكاتب السياسي قاسم يوسف  لـ”المركزية” أنّ حزب الله يواجه اليوم معضلةً وجوديّة جدّية تهدّد كامل سرديّاته التي بنى عليها مشروعيّته منذ عقود، مشيراً إلى أنّ الأزمة لا تطال الحزب وحده، بل تشمل إيران أيضاً التي تجد نفسها أمام اهتزاز في أساس مشروعها الإقليمي الممتدّ منذ الثورة الخمينية في أواخر السبعينيات.

ويقول يوسف : “الحدث المفصلي الذي شهده ملفّ القضية الفلسطينية والتوقيع على اتفاقٍ يوازي الاستسلام من جانب حركة حماس والجهاد الإسلامي، وضع محور الممانعة أمام تحوّل جذري في مبرّرات وجوده”، موضحاً أنّ “القضية المركزية التي استندت إليها إيران وأذرعها باتت اليوم منزوعَة الشرعية النضالية بعدما اختارت الأطراف الفلسطينية المعنيّة تسوية النزاع”.

ويضيف: “إذا كان أهل غزة أنفسهم قد اختاروا هذا المسار، فكيف سيبرّر حزب الله استمرار تمسّكه بسلاحه؟ وكيف ستُقنع إيران العالم والمنطقة بأنّ هذا السلاح ما زال ضرورياً؟”.

ويشير يوسف إلى أنّ الحزب “لطالما حاول إيجاد ذرائع جديدة للاحتفاظ بسلاحه، فحين تراجعت أهمية مزارع شبعا كذريعة، تحوّل الخطاب إلى حماية منصات النفط والغاز، ثم إلى التصدي لتنظيم داعش والجماعات الجهادية. واليوم، يبدو أنّه يسعى لتسويق وظيفةٍ جديدة للسلاح، تتمثّل في حماية الوجود الشيعي داخل لبنان.

هذا التوجّه خطير جداً، لأنّه يربط مصير الطائفة الشيعية بالسلاح، ويحوّله من أداة مقاومة إلى أداة وجود، ما يعني أنّ أيّ نقاش في مستقبل السلاح سيصبح نقاشاً في مستقبل الطائفة نفسها، وهذا ما يحاول الحزب ترسيخه بعد التطورات الأخيرة في غزة”.

ويختم يوسف: “حزب الله أمام خياراتٍ صعبة لا مفرّ منها: فإمّا الإصرار على الاحتفاظ بالسلاح وقرار الحرب والسلم بذريعة حماية الطائفة، وهو خيار يفقد صدقيّته حتى داخل بيئته الحاضنة، أو القبول بمنطق الدولة والسير في المسار الذي سلكته حماس والجهاد الإسلامي، أي التسليم بمنطق التسوية والتخلّي التدريجي عن السلاح”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى