أعلن رئيس بلدية ببنين العبدة الدكتور كفاح الكسار في بيان، ان “ما يحدث اليوم في موضوع انتشار إصابات الكوليرا كان متوقعا، سببه الإهمال المتواصل لكثيرٍ من مرجعيات هذا البلد التي لم تكن تستمع لصراخنا عندما كنا نصرخ قائلين ان هناك قنبلة موقوتة إسمها المياه، وقد عملنا كثيراً مع مؤسسة مياه لبنان الشمالي ومديرها خالد عبيد مشكوراً، والتواصل مع اليونيسف والمرجعيات التي اعتادت ان تُموّل مشاريع ضخ المياه النظيفة للناس، تفادياً لهذه المصائب التي نشهدها اليوم، الا أننا كنا في كثيرٍ من الأحيان كنا نصطدم بعوائق متعددة لا مجال لسردها الآن”.
اضاف: ” اليوم نحن في أزمةٍ كبيرة، والامر ليس بسيطا بل يمكن تبسيطه اذا تضافرت جهود الجميع، واخرجنا صوت العقل الى العلن علنا نستطيع جميعاً تفادي كارثةٍ قد تحلّ ليس فقط على ببنين او المحمرة، فالقضية الاساسية والمركزية هي قناة الري التي تجمع الأوساخ من اعالي الجرود ومن عدة أقضية وبلدات مروراً ببنين وصولاً الى السهل، وهذه القناة تحمل معها القنابل الموقوتة وجميع هذه الأوبئة التي أدت الى ما نشهده اليوم”.
وتابع: ” حاولنا كثيراً التواصل مع المعنيين، الا ان اصواتنا لم تُسمع كما يجب، فوصلنا الى ما وصلنا اليه. وما يؤسفني اليوم في هذا الوطن الذي نتتمي اليه والذي لطالما رفعنا شعارات العزة والافتخار بأنهم يُشغلون فقط عداد الموت، فكم ميتٍ قضى في مراكب الموت، وكم ميت قضى جراء الكوليرا وكم سيموت، والسبب اننا مجرد حقل تجارب لهذه الدولة وهكذا سلطة، ولا نستطيع ان نتنبأ إلى متى سيستمر هذا الأمر”.
وقال: “تسود حال من الغليان والغضب لم نشهد لها مثيلاً في مناطقنا وشوارعنا، وعتبنا كبير على وزارة الصحة التي كانت تتعمّد عدم الرد على اتصالاتنا حتى بتنا نشعر وكأننا كالايتام على موائد اللئام، فصرنا نعتمد وسائل خاصة ومتواضعة نحن وبعض الجمعيات والمؤسسات مشكورة كالصليب الاحمر واليونيسف وكاريتاس وغيرها من المنظمات التي بادرت لتلبية حاجاتنا ونداءاتنا، انما هذا لا يُغني أبدا عن دور الدولة التي كانت غائبة كليا عما يحدث”.
أضاف: “أين وزير الطاقة والمياه وماذ لديه اهم من حياة الناس وأرواحهم التي باتت اليوم في خطر؟ المصيبة حلًت على منطقة لبنانية نتيجة مياه ملوثة، فهل رفع الهاتف ليسأل ماذا يحدث؟ كلا بالطبع لم يفعل ذلك. كان يجب أن يزورنا رئيس الحكومة منذ اليوم الأول، ولكن للأسف الشديد هناك امور اخرى تشغلهم”.
وتابع: “إننا ومع المبادرات الشبابية ومع شعبي واهلي ومجتمعي وبفضل الله تعالى، تمكنا من إيجاد حال من التكاتف والتعاضد الى حدّ كبير سيعبر بنا الى سفينة الأمان”.
ووضع “هذا الإهمال برسم الدولة اللبنانية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي”.
وقال: “إن زيارة وزير الصحة الموعودة غداً، والتي وعدنا فيها بالحلول، على اساسها سنحدد موقفنا لاحقاً، فإما نحن مواطنون كاملو الحقوق، واما هناك امر آخر سنعهد اليه للمحافظة على حقوقنا”.
وعن عدد الحالات، قال الكسار: “حالة واحدة الآن كفيلة بإعلان حالة الطوارئ والسؤال عن هذه المنطقة، فالعدد لا يعنينا لكن إهمالهم سيؤدي الى اصابة كل الوطن بالكوليرا الفكرية والاجتماعية والضميرية حتى”.
أضاف: “محافظ عكار يتابع منذ اللحظة الاولى السؤال عنا، وبعض الجمعيات أرسل المساعدات، والنائب وليد البعريني هو النائب الوحيد الذي اتصل بنا متابعاً اوضاعنا وحاجتنا”.
وتوجه الى أهالي عكار بالقول: “هذا الموضوع لا يعني ببنين وحدها، فقد اعتادت ان تحمل عن عكار كل الهموم والمشاكل والوزر ولنا الشرف في ذلك والفخر، فلنقف جميعاً جنباً الى جنب ونتكاتف، فهذا المرض لا يقتصر على منطقة واحدة بل سيمتد الى معظم البلدات العكارية اذا لم تتضافر الجهود. واوجه صرخة لجميع رؤساء البلديات والمرجعيات الدينية وغيرها، للقيام بحملة اجتماعية موحدة تمنع حصول الكارثة التي بدأ الفتيل الاول فيها في ببنين والمحمرة وادي الجاموس، والله وحده يعرف الى اين سنصل”.