سلايداتمقالات

إسرائيل تنتحر: عندما بكت “غولدا مائير”

كتب محمد السماك في أساس ميديا:


يقف العالم مذهولاً أمام حجم ونوع الجرائم ضدّ الإنسانية التي ارتكبتها وترتكبها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة. ويجري التعبير عن هذه الصدمة من خلال التظاهرات الشعبية التي تكاد لا تخلو منها عاصمة أو مدينة كبرى من عواصم ومدن العالم. غير أنّ هذه الظاهرة ليست جديدة. الجديد هو أنّ العالم فتح عينيه على هولها ووحشيّتها. وساعدت أجهزة التواصل الاجتماعي في نشرها وتعميمها.

 

عندما تولّت المنظّمتان الإرهابيّتان اليهوديّتان “شترن” و”هاغاناه” تنفيذ خطط تهجير الفلسطينيين في عام 1948 راحتا تمارسان أبشع أنواع الجرائم ضدّ الإنسانية من قتل وترويع وتدمير بيوت وإحراق مزارع وتهجير جماعي. ولكنّ العالم لم ينتبه أو لم يكترث لتلك الجرائم ضدّ الإنسانية لأنّ دم اليهود في معسكرات الاعتقال النازية لم يكن قد جفّ بعد، ولأنّ رائحة الجثث اليهودية كانت لا تزال تخنق الأنفاس. في ذلك الوقت كان أيّ احتجاج أو معارضة أو حتى تلويح بالاستهجان ضدّ جرائم شترن والهاغاناه. يمكن أن يُفسّر على أنّه غلوّ في مشاعر اللاساميّة التي أدّت، على مدى عقود طويلة، إلى اضطهاد اليهود في المجتمعات الأوروبية من روسيا شرقاً حتى بريطانيا غرباً.

عندما بكت غولدا مائير

تذكر رئيسة حكومة إسرائيل السابقة غولدا مائير في مذكّراتها أنّها بكت عندما رأت قوافل الفلسطينيين حاملين أطفالهم وشيئاً من أمتعتهم وهم يهاجرون تحت الرصاص والقنابل التي كانت تمطرهم بها القوات الإسرائيلية. ولم يكن بكاء مائير عطفاً عليهم كما قالت هي نفسها. لكنّه كان نتيجة استعادة الذاكرة لما تعرّض له اليهود في دول مثل ألمانيا وبولنده على سبيل المثال.

اليوم تغيّرت الصورة. لم يعد منظر اليهودي المضطهد في مخيّلة الرأي العام الأوروبي والأميركي. فقد حلّت محلّها صورة الفلسطيني الذي تُسحق عظامه تحت ركام منزله المدمّر، أو يُقطع عنه الدواء في المستشفى الذي تحوّل إلى ركام، أو يعاني من الجوع والعطش بعد فرض الحصار العسكري الإسرائيلي برّاً وبحراً وجوّاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى