سلايدات

هل الدفاعات الجوية الإيرانية تستطيع مواجهة اسرائيل؟

شهدت القدرات الدفاعية الجوية الإيرانية انتقادات كبيرة عقب الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت عسكرية في إيران وأدت إلى تعطيل بعض أنظمة الدفاع الجوي. وقد كشف تقرير صادر عن صحيفة “إندبندنت فارسية” أن إيران تملك مجموعة كبيرة من أنظمة الدفاع الجوي، إلا أن هذا العدد لم يُترجم بعد إلى قوة فعّالة قادرة على التصدي للهجمات المتقدمة.

يشير التقرير إلى أن العقوبات الدولية وغياب التهديدات العسكرية التقليدية على مدى عقود، ساهما في عدم تطور الدفاعات الجوية الإيرانية. وتعود آخر تجربة لإيران في مواجهة تهديد عسكري تقليدي إلى الحرب الإيرانية-العراقية في الثمانينات. ورغم تعزيز طهران لمجموعة واسعة من الدفاعات الجوية والصواريخ، ما زالت تواجه تحديات تقنية في تحديث هذه الأنظمة.

ضعف الأنظمة الحديثة في مواجهة الضربات المتقدمة

تعتمد إيران على أنظمة دفاعية مثل “أس-300” الروسية الصنع، التي تمتلك قدرات متقدمة على تتبع الطائرات على مسافات بعيدة. وتضم هذه الأنظمة عدة مركبات وقاذفات ورادارات، وتعتبر جزءاً من استراتيجية إيران لحماية منشآتها النووية في أصفهان ونطنز وفوردو. لكنّ الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة كشفت عن نقاط ضعف، حيث أشارت التقارير إلى تعطّل أربعة من أنظمة “أس-300” نتيجة للهجمات، ما يثير تساؤلات حول قدرتها على حماية المجال الجوي الإيراني.

تصنيع محلي وتطوير مستمر لأنظمة الدفاع الجوي

عمدت إيران إلى تطوير أنظمة دفاعية محلية كبديل عن المعدات المستوردة، خاصة في ظل العقوبات التي تحد من قدرتها على تحديث الأنظمة العسكرية. وقد أعلنت إيران عن أنظمة مثل “باور-373” و”مرصاد”، بالإضافة إلى أنظمة صاروخية محلية الصنع مثل “شلمجه” و”صياد”. ويتضمن نظام “باور-373” قدرات تقنية تتيح التعرف إلى الطائرات وتوجيه الصواريخ بدقة، كما أن نظام “مرصاد” يُعتبر تحديثًا لأنظمة سابقة ويهدف إلى التصدي للهجمات الجوية على المدى القصير.

ورغم هذه التطورات، يرى خبراء الدفاع أن فعالية هذه الأنظمة في حماية المجال الجوي الإيراني ما زالت محدودة، خاصة في مواجهة تقنيات الطائرات الحديثة المستخدمة من قِبل إسرائيل.

الاستمرار في تطوير وتعزيز الدفاعات الجوية

في إطار تعزيز القدرات الدفاعية، كشفت إيران عن أنظمة جديدة مثل “آذرخش” و”آرمان” خلال هذا العام، بالإضافة إلى استلام الجيش لمعدات عسكرية جديدة ورادارات محلية. ويعكس هذا النشاط رغبة النظام الإيراني في سدّ الثغرات الدفاعية، إلا أن التحديات التقنية ما زالت تشكّل عقبة أمام تحويل هذه الأنظمة إلى قوة دفاعية مؤثرة.

تبقى التساؤلات قائمة حول قدرة إيران على مواجهة تهديدات عسكرية مباشرة وفعالية أنظمتها الدفاعية، فيما يتزايد الاهتمام بمدى جاهزية هذه الأنظمة أمام الهجمات المتقدمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى