
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن ضربة “ناجحة جدًا” استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية داخل إيران، مؤكّدًا خلال خطاب من المكتب البيضاوي أن “منشآت تخصيب اليورانيوم الحيوية في إيران تم تدميرها بالكامل”. وقد جاء هذا الهجوم بعد أيام من المشاورات، وقبل انتهاء المهلة التي حدّدها ترامب بنفسه بأسبوعين، في خطوة تُعد تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران.
وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، فإن رد الفعل الفوري في الأسواق المالية كان محدودًا بسبب عطلة نهاية الأسبوع، واقتصر على تراجع أسعار العملات الرقمية، حيث انخفضت “إيثر” بأكثر من 5%، وتراجعت “بيتكوين” بنسبة 1%.
وقال مارك سبيندل، كبير مسؤولي الاستثمار في Potomac River Capital: “الأسواق ستشعر بقلق فوري، وسعر النفط سيرتفع مع افتتاح التداول”، مضيفًا: “لا نملك حتى الآن تقييمًا دقيقًا لحجم الأضرار، وهو ما سيؤجّج حالة من عدم اليقين والتقلب، لا سيما في سوق النفط”.
أما جيمي كوكس، الشريك الإداري في Harris Financial Group، فقد توقع أن يشهد سعر النفط قفزة أولية ثم يستقر لاحقًا، موضحًا أن “فقدان إيران لقدرتها النووية يجرّدها من ورقة الضغط الرئيسية، ما قد يدفعها نحو قبول اتفاق سلام”.
من جانبه، اعتبر مارك مالك، كبير المستثمرين في Siebert Financial، أن الخطوة الأميركية “ستكون إيجابية للأسواق”، مرجّحًا أن يساهم حسم القرار بسرعة في تهدئة التقلبات التي سبّبها انتظار الموقف الأميركي.
لكن جاك أبلين، مدير الاستثمار في Cresset Capital، شدد على أن “الحدث يضيف طبقة جديدة من المخاطر المعقدة”، بينما حذّر سول كافونيك، كبير المحللين في MST Marquee، من احتمال لجوء إيران إلى استهداف البنى التحتية النفطية الأميركية في المنطقة أو تعطيل الملاحة في مضيق هرمز، ما قد يدفع الأسعار نحو حاجز 100 دولار للبرميل.
وفي السياق نفسه، أشار رونغ رين غو من Eastspring Investments إلى أن الضربة الأميركية “تمثل تصعيدًا كبيرًا قد يُطيل أمد التوترات الجيوسياسية”، لافتًا إلى أن الأسواق الآسيوية ستكون الأكثر تأثّرًا بسبب حساسية المنطقة لارتفاع أسعار الطاقة، ما قد يزيد من الضغوط التضخمية ويؤثر على معدلات النمو.
أما أليكس موريس من F/M Investments، فتوقع قفزة فورية في أسعار النفط إلى 80 دولارًا للبرميل على الأقل، معتبرًا أن “توقيت الضربة يوم السبت كان محسوبًا لتقليل الاضطراب في الأسواق”.
من جهته، حذر إريك بايريش من Sound Income Strategies من احتمال لجوء إيران إلى تنفيذ هجمات انتقامية غير تقليدية في حال وقوع “تسرب نووي”، في حين رأى كريستوفر هودج، كبير الاقتصاديين في Natixis، أن التأثير الاقتصادي سيبقى محدودًا طالما لم تتضرر طاقة إيران التصديرية، مشيرًا إلى أن أي ارتفاع سريع في أسعار النفط لن يُؤخذ بجدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلا إذا استمر لفترة طويلة.