
لا يتميّز لبنان بموقعه الجغرافي فقط، ولا بطقسه المعتدل أو بتنوّع طوائفه، بل يتمتع بميزة لا تُشبه أي دولة أخرى، الفوضى المرورية، التي لم يستطع لبنان الرسمي تجاوزها، حتى في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والذي فشل تماماً في مواكبته.
ففي بلد يفتقر إلى أدنى مقومات التنظيم المدني، لا يمكن للمغترب أو السائح أو حتى المواطن المتنقل بين منطقة وأخرى إلا أن يقع في أفخاخ الطرقات المقفلة، في ظل شبه غيابٍ للّوحات الإرشادية، وأرقام الشوارع وأسمائها، إلى درجة أربكت حتى تطبيقات الملاحة مثل “غوغل مابس”، التي باتت عاجزة أحياناً عن توجيه الناس إلى الاتجاهات الصحيحة.
وفي حادثة مؤسفة، وإن رآها البعض طريفة، ضلّ سائق طريقه في العاصمة بيروت، فاعتمد على “غوغل مابس” للاستدلال على الطريق، إلا أن التطبيق وجّهه إلى أحد المفارق، ليجد نفسه يقود سيارته نزولاً على درج ضيّق، قبل أن يصطدم بجدار مسدود، في منطقة عين المريسة، وتحديداً بين بناية الندى شمالاً وعقار آل روضة جنوباً.
