
يشجع عدد كبير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على بدء يومك بجرعة من زيت الزيتون، مؤكدين أنها السر وراء صحة أفضل.
هذه الجرعة، التي غالباً ما تُخلط مع عصير الليمون أو الماء لتسهيل تناولها، باتت تكتسب زخماً على «إنستغرام» و«تيك توك».
وبحسب تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز»، يذكر المستخدمون الذين يروّجون لهذه العادة فوائد يعتقدون أنها تشمل تحسين الهضم، وتقليل الرغبة في تناول الطعام، وتعزيز صحة المناعة، وإشراقة البشرة، رغم أن هذه المزاعم تبقى قصصية وغير مثبتة.
إحدى مستخدمات «تيك توك» قالت إنها شعرت بأنها «أقل جوعاً من المعتاد» بعد أن بدأت باتباع هذا الاتجاه.
وأضافت: «كنت أتوقف عن تناول الوجبات الخفيفة في ساعات ما قبل الظهر وساعات الظهيرة، ولم أجد تفسيراً لذلك سوى زيت الزيتون».
وأوضحت مستخدمة أخرى على «تيك توك» أنها «رغم السعرات الحرارية والدهون الإضافية اليومية… فإنها وزنها لم يزد».
في المقابل، بدا المعلّقون على «ريديت» أكثر تشككاً حيال هذا الاتجاه.
كتب أحدهم: «هذا الاتجاه غير منطقي. لا توجد أي أدلة على أنه يحقق فوائد إيجابية، بخلاف القيمة الغذائية البديهية للمكوّنات».
وأضاف: «في الواقع، أعتقد أن كثيرين سيصابون باضطرابٍ في المعدة إذا شربوا شيئاً مثل هذا أول ما يستيقظون».
من جهتها، قالت كافيتا تشان، وهي شخصية تلفزيونية ومؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي من فلوريدا، لشبكة «فوكس نيوز » إنها تعتقد أن جرعات زيت الزيتون يمكن أن تدعم الهضم، وتخفّف الانتفاخ والالتهابات، إضافة إلى تعزيز مستويات الطاقة والصفاء الذهني. وأضافت: «وعندما تتناول زيتاً عالي البوليفينول، فهذا مستوى مختلف تماماً».
وتابعت قائلة، اعتماداً على تجربتها الشخصية: «عندما توقفت عن تجنب الدهون وبدأت أركّز على مصادر نظيفة لها، تغيّر الهضم والطاقة لدي بشكل كامل».
لكن هل يقدم هذا الاتجاه فوائد مثبتة علمياً؟
الدكتور ويل هاس، طبيب الأسرة المقيم في ولاية كارولاينا الشمالية، قال إن هذا الاتجاه «ضجة أكثر منه طباً»، رغم إقراره بالفوائد المعروفة لزيت الزيتون.
وأوضح أن «زيت الزيتون البكر الممتاز غني بالبوليفينولات والدهون الصحية التي تدعم توازن الالتهابات، واستقرار مستويات السكر في الدم، وصحة الجلد، لكن ليس عليك تناوله بوصفه مكمّلاً للحصول على هذه التأثيرات».
وأضاف: «يحصل معظم الناس على الفوائد نفسها، أو أفضل، من خلال استخدامه بانتظام في النظام الغذائي، وليس بابتلاعه مباشرة».
وإن كان لا بد من تجربة هذا الاتجاه، ينصح هاس بالبدء بملعقة كبيرة فيي أثناء تناول الطعام بدلاً من شرب جرعة على معدة فارغة.
وأوضح أن «تناول الدهون الصحية مع الطعام يبطئ الهضم، ويحسّن امتصاص المغذيات، وغالباً ما يكون ألطف على الجهاز الهضمي».
وأضاف: «وبالطبع، للجودة أهميتها. فزيت الزيتون البكر الممتاز والمعصور على البارد يصنع فارقاً كبيراً».
كما حذّر هاس من أن تناول جرعات يومية من زيت الزيتون «قد يؤدي، من دون قصد، إلى إضافة بضع مئات من السعرات الحرارية أسبوعياً».
وأشار إلى أن «بعض الأشخاص يعانون أيضاً من الغثيان أو الإسهال عند تناوله مباشرة، خصوصاً أول شيء في الصباح».
وختم قائلاً: «الخلاصة: زيت الزيتون مفيد جداً، لكنه يعمل على أفضل وجه بوصفه جزءاً من نظام غذائي متوازن، وليس ضمن تحدٍ جديد من تحديات العافية».




