سلايداتلبنانيات

الموقف يبدو «مكبلاً» على الصعيدين الحكومي والرئاسي

بدا الموقف «مكبلاً» على الصعيدين الحكومي والرئاسي فلا مؤشرات على حكومة جديدة، ولا بوادر لتفاهمات اقليمية ودولية تنعكس محلياً للاتجاه الى رئيس، من الممكن أن تجتمع كلمة الكتل على انتخابه.

ولاحظت مصادر متابعة عبر “اللواء”، تراجع الحديث عن تشكيل الحكومة الجديدة، في مواقف السياسيين والنواب، عل هامش حضور النواب الى المجلس النيابي بالامس، وظهر بوضوح ان ملف التشكيل تراجع بسلم الاولويات، بينما طغى موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية على موضوع التشكيل، بينما كشفت مصادر متابعة ان كل الوسطاء الذين تولوا التواصل بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف نجيب ميقاتي، قد توقفوا عن الاستمرار بمهماتهم، بعد ان سلم الجميع بأنه من الصعب تضييق شقة الخلاف بين الطرفين، واصبح معلوماً ان عون سيغادر بعبدا نهاية الشهر الجاري من دون تشكيل حكومة جديدة، وستتولى حكومة تصريف الأعمال مهمات رئيس الجمهورية بعد ذلك.

وفي إطار المواكبة الفرنسية للحراك المتصل بالرئاسة وما بعدها، وصلت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء امس الى مطار رفيق الحريري الدولي في زيارة رسمية ليوم واحد، تلتقي خلالها الرؤساء عون وبري ونجيب ميقاتي، ووزير الخارجية في حكومة تصريق الأعمال عبد الله بو حبيب.

من جهة أخرى، لم يُخف مصدر واسع الاطلاع لـ”نداء الوطن” خشيته من أنّ ترتد تداعيات إبرام اتفاقية الترسيم “سلباً” على ملف التأليف تحت وطأة “النشوة” التي يشعر بها رئيس الجمهورية ورئيس “التيار الوطني الحر” جراء الانفتاح الأميركي عليهما، كاشفاً أنّ “حزب الله” نفسه بدأ في الأيام الأخيرة “التراجع خطوة إلى الوراء في لعب الدور المتوازن في الاتصالات بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وباسيل، بحيث أظهر بعد الإعلان عن اتفاق الترسيم انحيازاً واضحاً إلى وجهة نظر الأخير الحكومية بالتوازي مع الإيعاز إلى وسائله الإعلامية بتسليط الضوء على الجهد الكبير الذي مارسه باسيل شخصياً في سبيل التوصل إلى اتفاقية الترسيم”، ورأى المصدر أنّ تعاطي “حزب الله” المستجد في مقاربة ملف تأليف الحكومة الجديدة على ما يبدو ينطلق من “معادلة مفادها أنّ باسيل قبل الترسيم هو غيره بعد الترسيم وما كان يقبل به حكومياً سابقاً لم يعد يقبل به اليوم”.

أما “الاخبار” فأشارت الى ان كما كان متوقعاً، طارت جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية أمس بسبب فقدان النصاب، ما يشير إلى أن الشغور الرئاسي يبدو قدراً محتوماً، فيما تزداد القناعة لدى عاملين على الملف الحكومي بأن التعقيدات تكبر يوماً بعد يوم رغم أن خطر الشغور وما قد يسببه من فوضى. وقال مطلعون إن الاتصالات في شأن تشكيل الحكومة «متوقفة تماماً، والأيام الماضية لم تشهد أي مشاورات في هذا الشأن». مع الإشارة إلى أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي «قد يتقدّم في الأيام المقبلة بصيغة رفع عتب حكومية يعلم مسبقاً بأنها ستُرفض من الرئيس ميشال عون»، وإلى أن ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط «لا يرغبون في إعطاء عون إنجازاً آخر بعد اتفاق الترسيم في نهاية عهده».

في المقابل، تراهن مصادر في التيار الوطني الحر على تهيّب الرئيس المكلف من تداعيات عدم تشكيل الحكومة، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من توتر سياسي قد يصل إلى الشارع، ناهيك عن أن التيار مصمّم على عدم السماح لحكومة تصريف أعمال مستقيلة بأن ترث صلاحيات رئيس الجمهورية، وهو «مستعد للذهاب بعيداً جداً في التصعيد من أجل منع ذلك أياً تكن النتائج». وتبدي المصادر عتباً على حزب الله «القادر على الضغط على ميقاتي من أجل التأليف عبر تهديده بمقاطعة وزيريه جلسات حكومة تصريف الأعمال».

وفي رأي المصادر، فإن لضغوط الخارج دورها أيضاً في تبطيء العمل على تأليف الحكومة. ويرسّخ هذه القناعة ما يؤكّده من يلتقون ديبلوماسيين أجانب وعرباً، خصوصاً سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، بأن الملف الحكومي غائب تماماً في حديث هؤلاء لمصلحة الحث على انتخاب رئيس للجمهورية. ولا تستبعد المصادر أن يكون هدف اللااهتمام الخارجي بعدم التأليف، الضغط من أجل تسريع انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً بعد الفراغ، خصوصاً إذا ما أدى التصعيد إلى توتير يصبح معه انتخاب رئيس ضرورة للجميع. وهنا، يبرز اسم قائد الجيش العماد جوزف عون كمرشح يحتاج انتخابه إلى توتير في الشارع كمدخل لطرحه «مرشح تسوية» قادر على لملمة الوضع، معتبرة أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون «حاسمة وخطيرة».

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى