سلايداتمحليات

زين الدين باسم شيخ العقل في ندوة وثيقة الاخوة الانسانية: لحوار انساني يحفظ لبنان الميثاق والدستور والصيغة والكيان

بتكليف من شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، شارك المستشار الاعلامي الشيخ عامر زين الدين في اللقاء والندوة التي اقامها المعهد الفني الأنطوني في الدكوانة في حرمه، بالتعاون مع اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي والقاء كلمة باسمه، حول “وثيقة الأخوة الأنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك”. وجاء في نص الكلمة: “شرّفني سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، فكلفني نقل تحياته الى الحضور الكريم، وتقديره البالغ لمنظمي هذا اللقاء الجامع، الذي يرتدي طابعا خاصا، في خضم اجواء القلق الذي يعيشها لبنان وشعوب المنطقة العالم، من اضطرابات لم تكن لتحدث، لولا تراجع قيم الانسانية، وتعثر سبل الحوار، وكل ما من شأنه تعزيز التلاقي وانجاح المسيرةِ الايمانية، والتضحية التي تستحقها مثل هكذا أوطان”.

اضاف: “نتحلقُ اليومَ واياكم حول مضامينِ وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك، فنجنيَ معا عُصارةَ مراحلٍَ انطوى بها العالم على مجرياتٍ، وسرعةَ تحولاتٍ وانقلاباتٍ، استخلَصت نتائجَ واقعية ومقارباتٍ مهمة، صيغت مبادئَ، امتزجت جمالياتُها بين الابداع الديني ومآثر الاخاء البشري ومعانيَ روح الحياة، نحو عالمٍ اكثرَ انسانيةٍ وأعزَّ كرامةٍ بشرية. انطلاقا من ثالوثٍ ايمانيٍ واحدٍ بالله، عمادُه المحبةُ المسيحية والرحمةُ الاسلامية والاخوةُ التوحيديةُ الانسانية. لقد استشرف صانِعا تلك الوثيقة باكرا مآل هذا الكوكب الواقف اليوم على شفا جرفِ هاويةِ العبث والحطام، فخطّا بمدادٍ من ذهبٍ، وصايا أمامَ اللهَ والتاريخ، ذودا عن قيمِ السلامِ والعدلِ والخيرِ والجمالِ والعيشِ المشترك، كطوقِ نجاةٍ متبقٍ من الردّى، يقي البشريةَ شرَّ العنفَ والتدميرِ الذاتي، والابادات الجماعيةِ الماثلةِ أمامَنا، مع تعددِ مفاهيمِ ثقافةِ الموت السائدة، في ظل لُعبةٍ قذرة بين الدينِ والسياسة، لانتاجِ لغةِ تطرفٍ وتكفيرٍ، لكي تشقَ السفنُ عبابَ بحرَ الغمِّ، من وهم النجاة الى مصيدةِ ما هو أشدُ من القهر والظلم. فيما البديلُ هو نشرُ ثقافةِ التسامح، لبناءِ جسرِ العبورِ، من الكراهيةِ الى السلام ومن الطائفيةِ الى المواطنةِ الحقّة”.

وتابع: “غنيٌ القول بأن الحوارَ المتوجب بين المؤمنين، المشروطَ بثقافة روح الحياة ومعاني الوجود، شأنه التخفيفُ من الهواجس المجتمعية بكافة أشكالها، اذا ما إلتمسنا من تلك القيم، التي أشبعها فضيلةُ الامام أحمد الطيّب وقداسةُ البابا فرنسيس في تلك الوثيقة ما يروي عروقَ مساحاتِ التلاقي، وأسُس المشتركات الروحيةِ والإنسانية والاجتماعية التي تعاني جفافا، فتصبحُ حينذاك الخميرةَ المجديةَ لحواراتٍ بين المؤمنينَ، يتوقُ اليها كلُ ذوي الصلاح، ولا يقوى عليها إلا ما يغيّب الضمير الإنساني ويُقصي الأخلاقَ الدينيةَ، فيتبدّى على مآسٍ كما حالُ عالمِنا اليومَ. على أن غايةَ التسامح، تبقى فيما يتعدّى قبول الآخر بحقيقيته، لكل ما يتعيّنُ فعلُه ربطا بالنفوسِ والعقولِ، لنصبحَ ساعتئذٍ صنّاعَ سلامٍ حقيقيين.
والحال، الشتاءُ باردٌ لمن لا يملكُ دفءَ المعاني في كلمات الوثيقةِ، التي هي أشبهُ بالوديعةِ المقدسة، نسترشدُ منها تلكَ القيم ونرفعُ الحُجُبَ السريةِ، لاجل توفيرِ المداخلِ والكواتِ، التي تَقِينا من تقلباتِ الدهرِ وتحفظُ لنا لبنانَ الميثاقَ والدستورَ والصيغةَ والكيان وكلَ أماني المستقبل، والذي لا يخُتزلُ بفكرٍ لا يحاكي مميزات تنوعهِ وأساسات وجودهِ.
انها مسؤوليتُنا جميعاً على مستوى المرجعيات الروحية والعلماء ورجال الدين والنخبِ المثقفة والمؤسسات الدينية والتربويةِ والثقافية والاعلامية والاجتماعية، لنحققَ معاً رسالة الأخوّةِ الإنسانية”.

ثم تلقى الشيخ زين الدين درعا تقديرية بالمناسبة.

وصدرت في الختام التوصيات التالية:
وجوب إعتماد الحوار الأخوي البنّاء والصريح بين جميع مكوّنات الطوائف الإسلامية والمسيحية اللبنانية لتأكيد الإلتزام بالقيم الإنسانية والدينية وإحترام صيغة العيش المشترك ليعود السلام الى لبنان والعالم والوفاق بين شعوب الأرض.
‎-إعتبار وثيقة الأخوة الإنسانية خارطة طريق لصنع السلام بين الدول والشعوب وبنائه على الحقيقة والحرية والعدالة وعلى إحترام الآخر وتعزيز الحوار ونبذ الحروب والنزاعات لتأمين كرامة الإنسان وحقوقه وحماية الطبيعة والبيئة.

‎دعوة المرجعيات الروحية والسياسية والدستورية وأصحاب الإرادة الصالحة وأهل الفكر لتفصيل ما ورد في هذه الوثيقة بمبادرات تطبيقية يشترك في ابتداعها جميع اللواتي والذين يعملون لخدمة الخير العام والمواطنة.

‎التمنّي الملح على جميع المؤسسات التربوية والتعليمية والجامعية والمراكز الثقافية والجمعيات المهتمة بقضايا الإنسان العادلة وتنشئة المنتمين اليها على قيم الأخوّة وتضمين النشاطات بما أوردته هذه الوثيقة بهدف تعزيز المحبة وبناء المواطن الصالح والمجتمع الأفضل.

‎الإعراب عن استنكار ما يجر من تعديات على أهلنا في جنوب لبنان وغزّة وفلسطين والأراضي المقدسة، وعن الأسف لسكوت المجتمع الدولي عن هذه التعديات وعن الحروب والمجازر التي تتّم هنا وهنالك والتي لا تتوافق مع مبادىء هذه الوثيقة التي وقّعها في الرابع من شباط 2021 قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيّب ووافق عليها وتبنّاها كثير من محبّي السلام.

اجماع الحاضرين على ضرورة وحتمية وأولية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في اسرع وقت ممكن لما لذلك من اهمية لاكتمال عقد المؤسسات التربوية وانتظامها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى