أوصى باحثون أستراليون، بضرورة توافق مهنة الإنسان مع سمات شخصيته وطباعه، معتبرين في دراستهم أن هذا التوافق “معيار أهم من الخبرات والمهارات”.
فكيف يمكن اختيار المهنة المناسبة للصفات الشخصية؟ وما انعكاسات ذلك على مسيرة الفرد المهنية؟.
“انسَ المهارات والخبرة، ودع شخصيتك تملي عليك مجال عملك”، هكذا أجابت الدراسة التي نشرتها مجموعة “الأوراق البحثية في الاقتصاد” التابعة للنظام الاحتياطي الفدرالي، عن أكثر سؤال قد يراود أذهان الموظفين، ألا وهو: “هل أنا في المكان المناسب؟”.
الدراسة وجدت أن “النجاح يعتمد على كثير من العوامل، أهمها الصفات الشخصية والنفسية التي يتمتع بها كل فرد، التي ينبغي أن تحدد المهنة المناسبة له، ومن ثم تُبنى عليها المهارات والقدرات المعرفية”.
على سبيل المثال، يهتم مضيفو الطيران ومدراء المكاتب ومدربو اللياقة البدنية بالتفاصيل ويحترمون السلطة، فيما يُعرف المخرجون والمبدعون والمنتجون التنفيذيون والمصممون بسماتهم الجذابة وإمكانيتهم على فهم متطلبات الآخرين والشعور بهم.
في الإطار ذاته، قام هؤلاء الباحثون بدراسة سابقة اعتمدت على تحليل شخصيات دقيق، شمل أكثر من 100 ألف مستخدم على منصة تويتر، واعتمد على منشوراتهم، كما قام البرنامج بقياس الأنماط اللغوية ونسبة السعادة في العمل التي يتمتع بها كل شخص.
وبناءً على ذلك، تمّ تصنيف الأشخاص وفق خمس سمات كبرى، هي: التوافق والضمير والانبساطية والعصابية والانفتاح.
واستنتجت حينها الدراسة أنه من المحتمل أن ينظر الناس إلى اختيار مهنة، بناءً على نوع شخصيتهم، كمعيار أهم من مهاراتهم أو خبراتهم.
وفي هذا الصدد، قالت مدربة مهارات الحياة، رزان الكيلاني لـ”سكاي نيوز عربية”:
“نعيش الآن في عالم به تنافسية كبيرة ومهارات متنوعة ودرجة عالية من التفوق، لذا من المهم أن ندرس سمات الشخصيات لكي نوفق بينها وبين الوظيفة، ليكون لدينا الشغف ونبدع بها”.
وعما إذا كان ذلك أكثر أهمية من الخبرات أو الشهادات التي يحصل عليها الفرد في مجال عمله، قالت: “الأساس هو جاهزية الشخص العاطية للعمل، لا الشهادة ولا الخبرة فقط قادرة أن تجعل شخصا ما مبدعا في عمله”.
دراسة لمؤسسة “غالوب”، قالت إن 50 بالمئة من الموظفين “غير سعيدين بأعمالهم ولا يمتلكون الشغف”، حسب ما أشارت إليه الكيلاني، مضيفة: “هذا يوضح أن الجاهزية النفسية والذكاء العاطفي هي أمور أساسية ليكون الفرد قادرا على التفوق والإبداع في مجال عمله”.